نفتالي بينت في مقابلة مع "يديعوت أحرونوت" عندما سأله الصحفي: هل توافق على صفقة تبادل أسرى؟ رد:" الإجابة تعتمد على الظروف، بكل تأكيد في ظل ظروف نعم وفي ظل ظروف معينة لا".
هذه الإجابة تشير إلى أن بينت يراوغ ويتهرب من إجابة السؤال بكلام فضفاض، لكن من الواضح أنه يريد ظروفا وبيئة مناسبة لقبوله بصفقة تبادل، وأعتقد أن المقاومة قد توفرها وسنأتي عليها في السطور التالية.
ومن المعلوم أن بينت ومن قبله نتنياهو جلسا عشرات المرات مع عائلات الجنود الأسرى في سجون المقاومة، بحجة أنهم يريدون وضع تلك العائلات في صورة آخر تطورات الملف.
في المقابل فإن آلاف الأسرى الفلسطينيين وعوائلهم يترقبون صفقة يفرج عنهم من خلالها.
الأسرى في سجون الاحتلال يعانون الكثير، وفي كل مناسبة وطنية تؤكد قيادات حركة حماس بأنهم على سلم أولوياتها وتعمل بكل السبل للإفراج عنهم، وفي هذا الإطار كانت تصريحات مهمة للقائد الكبير في كتائب القسام الأخ مروان عيسى في حزيران الماضي قال فيها: "إن ملف الأسرى هو الأهم الآن على طاولة قيادة كتائب القسام، وإن هناك جهدا يوازي حجم هذا الملف مهما كانت الأثمان، ولا يمكننا أن نضيع المزيد من الوقت ونحن ننظر إلى معاناة أسرانا وأهاليهم".
هذا التصريح يعبر عن وجود قرار لا رجعة فيه لدى قيادة المقاومة، بإنهاء معاناة الأسرى، التي تأتي في ظل مماطلة الاحتلال ومراوغته في المفاوضات غير المباشرة، التي تجرى بين الحين والآخر، وإزاء ذلك قد تتجه المقاومة إلى تنفيذ عملية أسر جديدة لتجبر حكومة العدو، على الرضوخ والقبول بصفقة تفرج من خلالها عن مئات الأسرى والأسيرات، وقد يصل الأمر إلى تبييض السجون الصهيونية بشكل كامل.
هذا الكلام يأتي في سياق الإيمان بأن الأسرى لن يفرج عنهم إلا عبر فوهة البندقية،
وهذا يعد استلهاما من تصريح القائد مروان عيسى حين أكد وجود جهد يوازي حجم ملف الأسرى مهما كانت الأثمان، هذا التصريح كان قبل قرابة ثلاثة شهور، واستذكرته بعد العملية الجبارة التي قام بها ستة أسرى لتحرير أنفسهم بأيديهم بعد سنوات من الأسر والمعاناة، وهي إشارة لقيادة المقاومة بأن الأسرى لم يعودوا يحتملون معاناة الأسر.
أعان الله مقاومتنا وصوب رأيها وسدد رميها، وحفظ الله أسرانا وفك قيدهم.