فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: يجمع باحثون ونشطاء وقيادات في فلسطين 48، على أن قضية الأسرى، محل إجماع بالنسبة لهم، وأن التنكيل والتعذيب والانتقام الذي يتعرض له أسرى الحرية خارج القيم الإنسانية والقانونية، ويستدعي خطوات إسنادية داعمة لمطالبهم الإنسانية العادلة ولحقوقهم الشرعية.
وقال الكاتب ساهر غزاوي، إن فلسطينيي 48 ليسوا بمعزل عن الفلسطينية بالرغم من محاولات الاحتلال الإسرائيلي عزلهم جغرافيا وشعوريا وحتى إنسانيا عن أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وفي مواقع اللجوء والشتات.
وأكد غزاوي لـ"شبكة قُدس"، أن فلسطينيي 48، في مركز هذه القضايا وليسوا على هامشها، إذ ترتبط صراعاتهم الماضية ووضعهم الحالي وآمالهم وخوفهم على المستقبل بشكل وثيق بصراعات الشعب الفلسطيني ووضعه وآماله ومخاوفه.
وبحسب غزاوي، فإن لفلسطينيي 48 دورا مركزيا في ثباتهم على أرضهم وفي نصرتهم للقدس والأقصى والأسرى والمقدسات، وعاشوا وما يزالون، همّ هذه القضية الفلسطينية وقدموا في سبيلها التضحيات على مختلف أشكالها عبر مسيرة طويلة وعلى رأس هذه القضايا، قضية الأسرى، حيث هناك عشرات العوائل من مختلف بلدات الداخل الفلسطيني لهم أبناء في السجون الإسرائيلية ومنهم من هم صادر بحقهم محكوميات عالية ويعانون معاناة أهل الأسرى مثلهم مثل باقي أهالي الأسرى في القدس والضفة وغزة.
واعتبر الكاتب غزاوي، أن هذا التضامن الشعوري والإنساني النابع من الانتماء الوطني الفلسطيني الصادق مع قضية الأسرى عموما ومع قضية الأسرى الأبطال الذين حرروا أنفسهم من سجن جلبوع خصوصا، يعبر عن الحالة الطبيعية والحقيقية لأهل الداخل الفلسطيني من خلال ترجمتهم لهذا التضامن مع الأسرى إلى أرض الواقع من خلال حرارة التفاعلات من على جميع الأصعدة الميدانية والجلسات العائلية والمناسبات الاجتماعية ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث لا حديث لهم اليوم إلا عن الأسرى ومعاناتهم في السجون الإسرائيلية.
وشدد، على أن "حالة التضامن الواسعة في فلسطين 48، مع قضية الأسرى هي الحالة الطبيعة"، غير أنه لا يستبعد أبدا وجود بعض المرضى الذين تربت نفوسهم الضعيفة على الذلة والتملق والعمالة من بلدات ومدن الداخل الفلسطيني المحتل كما هم متواجدون في مناطق فلسطينية أخرى، وخاصة بعد أكثر من 70 سنة تحت السيطرة الإسرائيلية على وعيهم. غير أن الأمر الأهم الذي يجب أن ننظر إليه بفخر -بصرف النظر عن صحة رواية الوشاية من عدمها- أن الأغلبية الساحقة من أهالي الداخل الفلسطيني عموما ومن أهالي مدينة الناصرة بمسلميها ومسيحييها خصوصا، حزنوا على القبض على اثنين من الأسرى في مدينتهم، بنفس درجة فرحهم بنجاحهم بالتحرر من قبل، واستنكروا بشدة الوشاية التي قام بها شاذون لا يمثلون إلا أنفسهم.
وحول المظاهرة القطرية التي ستنظم يوم غد الأحد، قال: المظاهرة القطرية الداعمة للأسرى ولمطالبهم وحقوقهم الشرعية التي أعلنت عنها لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة ولجنة المتابعة العليا مساء الغد، تأتي تلاحما مع الحملة الشعبية لدعم الأسرى وقضيتهم.
وأضاف: المظاهرة القطرية، تحمل رسائل عدة أبرزها أن أهل الداخل الفلسطيني لن يتخلوا عن الأسرى عامة وعن الأسرى المحررين المُعاد اعتقالهم في أقبية سجن الجلمة خاصة، وسيقفون معهم يطالبون بوقف التنكيل والقمع الذي يتعرضون له والإفراج عنهم، كما وقفوا من قبل مع أسرى خاضوا معركة الإضراب عن الطعام.
وأردف: ومن جهة أخرى هي رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي أن أبناء شعبنا من جانبي جرح النكبة والنكسة، لن يسمحوا للاحتلال أن يعبث بوحدتهم وتمزيق صفوفهم وتشتيت جهودهم في نصرة قضايا الشعب الفلسطيني العادلة والمنتصرة.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي في حركة أبناء البلد في فلسطين 48 لؤي الخطيب، إن هناك حالة تضامن واسعة في فلسطين 48 مع قضية الأسرى، التي ينظرون لها على أنها مقدسة كما قضية القدس.
وأكد الخطيب لـ"شبكة قُدس"، أنه يجب إعادة قضية الأسرى إلى الواجهة من جديد بعد أن جرى تهميشها في السنوات الأخيرة.
ويرى الخطيب، "نحن اليوم بإمكاننا إعادة قضية الأسرى إلى الواجهة، وما يجري من حالة تضامن واسعة في فلسطين 48 ياتي من باب تلاحم الفلسطيني مع نفسه، بالحالة الإنسانية والوطنية.
وأردف: فلسطينيو 49 كانوا فرحين بعملية نفق جلبوع وتألموا عندما سمعوا خبر اعتقال أربعة أسرى ممن تحرروا عبر النفق.
وحول المحاكمات التي تجري للأسرى المعاد اعتقالهم، قال: "إسرائيل" حاولت إخفاء المحاكمات خوفا من الفلسطينيين الذين ينظمون التظاهرات أمام المحاكم لرفع معنويات المعتقلين الأربعة.