قُدس الإخبارية: توفي المناضل والباحث الفلسطيني شفيق الغبرا، الليلة الماضية، في الكويت عن عمر ناهز (68 عاماً) بعد حياة حافلة بالعمل العسكري ثم السياسي والبحثي.
تعود أصول شفيق إلى عائلة فلسطينية هجرتها العصابات الصهيونية من مدينة حيفا عام 1948، وقد عمل والده طبيباً في الكويت في الخمسينات من القرن الماضي، وهو العمل الذي يقول عنه في مذكراته: "لقد ذهب والدي كالعديد من الفلسطينيين المتعلمين إلى الكويت سعياً إلى تأمين عمل في مجاله كطبيب، لكنه ينتظر أن تتغير الظروف وتسمح له بالعودة إلى فلسطين وحيفا بعد تحريرها".
درس شفيق الثانوية العامة في مدارس لبنان، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة حيث حصل على شهادات عليا، وعاد لينضم إلى صفوف الثورة الفلسطينية مقاتلاً في (الكتيبة الطلابية) التابعة لحركة فتح.
شفيق الغبرا الذي كان يعرف باسم (جهاد) خلال عمله مع الثورة الفلسطينية، يقول في مذكراته عن حواره مع أحد المقاومين خلال تواجده في قواعد الثورة بمنطقة العرقوب جنوب لبنان: "لماذا لا تبقى معنا في نسور العرقوب وتتفرغ للقتال؟ ألا ترى أن هذه القواعد المقاتلة بحاجة لمن هم بعلمك ومعرفتك؟ كيف سننتصر إذا لم يحمل المثقفون والمتعلمون السلاح أسوة بأبناء الريف والأسر الفقيرة؟ كانت تلك الكلمات كالموسيقى في أذني، وهي بداية قراري البقاء في قواعد المقاتلين".
شارك شفيق في المعارك التي خاضتها السرية الطلابية أواخر السبعينات مع ميلشيات العملاء في الشريط المحتل من جنوب لبنان المدعومة من جيش الاحتلال، ويقول عن تلك المرحلة: "سنكتشف أنه لا يكفي أن نقوم بدوريات عسكرية في عمق المنطقة المحتلة من جنوب لبنان، فالحرب والسياسة متداخلتان، إذ علينا أن نتعامل مع الوضع السياسي حولنا. لهذا بنيت مع مروان (الكيالي) نوعاً من الثنائية، إذا أتحرك مع مروان يومياً، للاتصال بمخاتير القرى المحيطة ببنت جبيل وعائلاتها، وإدارة حوار معهم بشأن ما ينبغي أن تكون عليه الحال في بنت جبيل ومنطقة جبل عامل، شجعنا الناس على التحدث بصراحة وبلا خوف من كوننا فصيلاً مقاتلاً".
بعد انتقاله إلى الكويت ساهم الغبرا في عدة نشاطات سياسية وثقافية، وأصدر عدة كتب بينها "النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت"، و"حياة غير آمنة" يروي فيه ذكرياته مع الثورة الفلسطينية.