فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: أثارت وثيقة متداولة على مواقع إخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي، تحتوي على شروط الرئيس محمود عباس للحوار مع حركة حماس، تعليقات من عدد من المحللين والكتاب السياسيين.
وقالت الكاتبة، لمى خاطر، في تعليق على الوثيقة عبر صفحتها على "الفيسبوك": "المطلوب من حركة حماس حتى تكون شريكة أن تعترف بشكل رسمي وبتوقيع إسماعيل هنية بقرارات الشرعية الدولية، وبدون ذلك فلا حوار معهم"، كان هذا رد محمود عباس على رسالة الوسيط منيب المصري، حول حواره مع الحركة، عباس ومنظومته ما زالوا ينتهجون حالة من الصلف والهيمنة والإصرار على الإخضاع.
وتابعت: "ليست وحدة ولا وطنية تلك التي تتأسس على مثل تلك القاعدة الجبرية التي تريد قيادة فتح فرضها، وعملياً هم حسموا أمرهم، فلا يريدون وحدة ولا شراكة بل هيمنة سياسية وأمنية وسلطوية، لأن الشراكة تهدد امتيازاتهم وسيطرتهم، وتغضب مشغليهم"، وقالت: "يبقى الاختلاف على حق خيراً من الاتفاق على باطل".
من جانبه قال الكاتب طارق شمالي، إن "رئيس حركة فتح محمود عباس يعلنها صراحة ودون خجل : لا حوار مع حماس ولا شراكة قبل اعترافها بقرارات الشرعية الدولية، وبخط مكتوب موقع من رئيس الحركة اسماعيل هنية".
وأضاف في منشور على "الفيسبوك": "أبرز قرارات الشرعية الدولية التي اعترف بها عباس، وأقرتها فتح وباركتها منظمة التحرير، هي الإقرار بشرعية الاحتلال على أرض فلسطين و الاعتراف بدولة إسرائيل والتنازل عن 78٪ من أرض فلسطين ونبذ العنف والإرهاب، والذي يعني العمل مع دوريات العدو جنبا إلى جنب لقمع أي محاولة لمحاربة العدو كما يحدث الآن".
واعتبر أن "قرارات الشرعية الدولية التي يطالب عباس قيادة حماس بالاعتراف بها، حتى يوافق على بدء الحوار معهم لم تمنح عباس ولا جماعته حق إقامة الدولة أو شرعية الحكم فيها، أو التحرك بحرية بين مدنها وقراها أو إحداث فارق إقتصادي واجتماعي في المستوى المعيشي والحياتي للمواطنين، فقط منحته وجماعته بطاقات الـ vip للمرور عبر الحواجز بعد أخذ الإذن من المجند أو المجندة التي تدير الحاجز في الجيش الإسرائيلي، ثم بذل كل الجهود الممكنة لكبح جماح كل نفس تحرري يسعى لتحرير الأرض والإنسان".
وقال: "أمام هذه الصراحة والتي وصلت حد الخسة والبجاحة، وجب على قيادة حماس إصدار بيان رسمي موقع باسم رئيس الحركة يدعو الرئيس عباس لإجراء استفتاء عام، يشارك فيه كافة أبناء الشعب الفلسطيني في القدس وغزة والضفة والداخل المحتل والشتات، يخيرهم فيه بين الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية وبالتالي فوز نهج عباس وجماعته، أو رفض هذه القرارات جملة وتفصيلا وبالتالي سقوط نهج عباس وجماعته، مع التنبيه خلال هذا البيان أن حماس على ثقة تامة ويقين كبير أن الشعب الفلسطيني سيرفض هذه القرارات وبنسبة ساحقة، وأن على من يدعي تمثيل الشعب الفلسطيني أن يستمع له ويسير على نهجه و يلتزم بتوجهاته التي يقرها الصندوق، فهل يمتلك عباس وجماعته الجرأة والشجاعة للقيام بهذه الخطوة؟ أم أن التمثيل على الشعب الفلسطيني والتكسب على ظهره أصبح التجارة الرابحة للسلطة وقادتها؟"، حسب وصفه.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي، مصطفى السياسي، أن ورقة منيب المصري "لم تحمل جديداً أو موقفاً واضحاً من حماس"، وكشف أن المصري التقى مع قيادة حماس في غزة ثم سافر إلى قطر واجتمع مع اسماعيل هنية وقيادة الحركة، وتحدث خلال الاجتماعين عن "تشكيل حكومة وحدة وطنية وغيرها من القضايا الأخرى كإنهاء الانقسام".
وأضاف: "سمع المصري كلاما واضحا من قيادة غزة خلال لقاء السنوار وإخوانه، ويبدو أنه لم يعجب بموقف حماس، وأراد الحديث مع هنية عله يجد ما يتناقض مع موقف قيادة غزة، ظانا أن حماس الداخل تختلف عن حماس الخارج، ولكنه سمع قولا لا يختلف وتأكيدا من إسماعيل هنية بطرح ما سمع منه أمام القيادة وسيكون الرد".
.وقال: "حتى الآن لم ترد حماس على منيب، ورد الحركة لا يحمل جديداً فيما لوحدث، فموقف حماس معروف من موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية كما يحلو لعباس تسميتها أو منيب المصرى، ولا أعتقد أن حماس تقبل بما يسمى حكومة وحدة تقبل بشروط الرباعية والمجتمع الدولي، وهي تميل إلى ضرورة إجراء انتخابات ويختار الشعب قيادته للمرحلة القادمة، وهذا مرفوض من قبل عباس ويريد الإصرار على قبول الشروط الدولية والرباعية، بمعنى يريد سحب حماس إلى مربع الإعتراف بالكيان الصهيوني حتى تكون حكومة معترف بها".
واعتبر الصواف أن "موقف حماس واضح في هذه القضية أنها لن تعترف بإسرائيل قولا واحدا لا قولان، وأن المقاومة طريق التحرير، وأن هذا الاحتلال إلى زوال، وأن عودة فلسطين كل فلسطين إلى أهلها من بحرها حتى نهرها ومن شمالها حتى جنوبها، هذا الأمر لا يقبل به أصحاب أوسلو، ولا يقبل به محمود عباس، ولا المجتمع الدولي على الأقل في الفترة الحالية كونهم يؤمنون بحق هذا الكيان في الوجود وكما يقول عباس: ( أن إسرائيل وجدت لتبقى).
كل ما نشر من ورقة وتوقيع عليها من عباس لايحمل جديد وهو تعبير عن موقف عباس المستمر والدائم والواقع يؤكده من ويرى أن "ما نشر يهدف للتشويش وكأن هناك حدث تغيير في موقف حماس ،وهذا موقف المرجفين وأكاذيب المضللين ، ولم تصدر الحركة موقفا كون أن موقفها واضح ولا تغيير فيه"، حسب وصفه.