رام الله - قُدس الإخبارية: ناقش برنامج "المسار" الذي يبث عبر شبكة قُدس الإخبارية في حلقته الجديدة، الاعتقالات السياسية واعتداءات الأجهزة الأمنية بحق المتظاهرين والنشطاء والأكاديميين والأسرى المحررين المطالبين بمحاسبة قتلة الشهيد نزار بنات بعد نحو شهرين على اغتياله، والمطالبة بإجراء الانتخابات.
وقال رئيس مجموعة "محامون من أجل العدالة" مهند كراجة، إن هناك تهم كثيرة يتم إلصاقها بالنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، بهدف تمديد توقيفهم وتجريم أفعالهم.
وأضاف: الاعتقالات الأخيرة وخاصة يوم السبت الماضي، تم توجيه اتهامات للمعتقلين بالتجمهر غير المشروع، وفي الحقيقة من تم اعتقالهم لم يتجمهروا من الأصل، بناء على نيتهم التجمهر على الرغم من أنه تجمهر سلمي وتم إشعار الجهات المختصة مسبقا بالأمر ولا يعد مخالفا للقانون بأي شكل من الأشكال.
واعتبر كراجة، أن هذه الاعتقالات، تعسفية وخارج إطار القانون، "الهدف منها تخويف النشطاء وتوقيفهم ووضع عقبات أمامهم لوقفهم عن مطالبهم".
وأشار، إلى أن الخطاب القانوني الدولي مهم في هذا الشأن خاصة وأن السلطة تعتمد في جزء من إيراداتها على الجانب الدولي، لكنه يرى، أن أن تعزيز الخطاب المحلي أكثر أهمية، خاصة في ظل وجود نقابات مسيسة ومرتبطة بمصالح حقيقية مع السلطة تحد من تحركها في مثل هكذا قضايا.
من جانبها، قالت المحاضرة في جامعة بيرزيت رلى أبو دحو إن 26 عاما من مشروع أوسلو أوصلت السلطة إلى مآلاتها النهائية دون تحقيق أي شيء، في ظل ظروف اقتصادية سيئة، بدون دولة، وتغول احتلالي غير مسبوق، بالإضافة إلى الحصار والانقسام، وممارسات رجال السلطة بشأن التنسيق الأمني والفساد وغيرها.
وأضافت: ليس لدى هذا المشروع الأمني ما يقدمه لهذا الشعب، ولم تعد تجدي خطاباتهم نفعا، ولا يوجد لدى السلطة أي شيء لإسكات الناس سوى القمع، لقد أفلست، والشيء الوحيد الذي تمتلكه هو الأمن والقمع، وهذا سلوك أي نظام يصل إلى حافة الهاوية، واليوم السلطة لم يعد لديها ما تفعله سوى الدفاع عن مصالحها.
وأردفت: الحراك الأخير كان عملية تراكمات لما يجري في الشارع الفلسطيني، وهو نتاج الوضع السياسي القائم، وما يجري بعد اغتيال نزار بنات هو استمرار لحالة التراكم، وفي النهاية نضالات الشعوب ليست سريعة وإنما هي عملية نضال مستمر ومتراكم يبنى عليها، وسيبنى عليها نحو حراك أكثر قوة وفعالية في المستقبل.
وترى أبو دحو، أن الحراك الحالي قد ينتهي في المستقبل، لكن لن تنته آثاره. واعتبرت أن الانتخابات ضرورة لكنها ليست العصا السحرية في ظل الاحتلال.
من جانبها قالت رندة موسى زوجة الأسير المحرر خضر عدنان تعقيبا على اعتداء عناصر الأمن اللفظي بحقها، إن "ما فعلوه كان محاولة لإبعادنا ومنعنا من الاعتصام والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، تعرضنا للشتم والألفاظ السيئة من عناصر الأمن، ولكننا لن نتراجع لأننا لم نعتد إلا أن نكون أحرارا".
وأكدت موسى، على دور تضامن الأهالي مع المعتقلين السياسيين.
وقال الأسير المحرر ماهر الأخرس، إنه تعرض للضرب المبرح من قبل عناصر الأجهزة الأمنية، وتم نقله للمستشفى على إثر ذلك،
وأضاف: لم استغرب تصرفات السلطة، عندما ضربوني لم أتخيل نفسي إلا في زنازين الاحتلال، حيث يتشابه التحقيق والأساليب.
وأكد، أن الحراك سيستمر حتى التخلص من قبضة الاعتقال السياسي والاعتداء على النشطاء على خلفية حرية الرأي، ولتخليص الناس من الوباء المستشري بقمع الحريات.
ويرى المحرر الأخرس، أن الأجهزة الأمنية تسعى لحرف الأنظار عن قضية نزار بنات باعتقال النشطاء واتهامهم بالخيانة وضربهم.
وأدان البروفيسور عماد البرغوثي، الاعتقال السياسي في أي مكان على الكرة الأرضية، قائلا: الاعتقال السياسي في نهاية المطاف سينتهي لكن الظروف التي احتجزنا فيها هي عبارة عن ظروف صحية قذرة، وتم احتجاز عدد كبير من الأشخاص في غرفة صغيرة جدا.
وأردف: القضية بدأت من مقتل نزار بنات ولكن هناك قضايا أخرى كبيرة، المبدأ الأساسي للتحرك تحقيق العدالة لنزار بنات والشعور بالأمن وأننا غير محاربين في لقمة العيش وأننا ممثلين لنا عن طريق الانتخابات.