قبل عام بالضبط، في أواسط أغسطس 2020 نُشرت أنباء عن إقامة علاقات رسمية وتطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، خاصة الإمارات والبحرين، وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وولي عهد الإمارات محمد بن زايد عما وصفه تحقيق "اختراق جريء"، ثم انضمت البحرين لاحقا بعد فترة وجيزة، وأضيف السودان والمغرب.
اليوم بعد مرور عام على توقيع اتفاقيات التطبيع، سجلت زيارات لعشرات الآلاف من الإسرائيليين للإمارات، وبدأ تجارهما بإقامة علاقات، وفي العام الدراسي المقبل سيبدأ تبادل الطلاب، مما أوحى للإسرائيليين أنهم أمام ما يصفونه بـ"سلام دافئ"، ولديه الإمكانيات لتسخينه أكثر فأكثر، أما مع البحرين، فإن الأمور تسير بوتيرة أبطأ، ويبقى الحديث غامضاً عن السودان والمغرب.
مع العلم أن العلاقات بين إسرائيل وهذه البلدان دارت خلف الكواليس خلال السنوات الماضية، رغم المكانة الخاصة للإمارات التي أعجب الآلاف من مواطنيها بما يقدمه ما يعتبرونه "صديقهم" الجديد، باعتبار أن هذا التطبيع يحقق مصلحة مشتركة، تنتهي بالمصلحة الاقتصادية، أما الجانب الأمني بالكامل ففي أيدي القادة والقوى الأمنية من الجانبين.
أكثر من ذلك، يتطلع الإسرائيليون إلى ما يحمله التطبيع مع الإمارات من آفاق واسعة، وهم يزعمون أنهم ما زالوا في بداية قمة جبل الجليد بعد، والسلام بينهما دافئ، ولديه القدرة على الإحماء بدرجة أكبر، حتى أن الإمارات لديها اهتمام باليهودية والشعب اليهودي، إلى درجة دمج مثل هذا المحتوى في مناهجها الدراسية في المدارس والجامعات، ودراسة الهولوكوست، وقد كان يصعب تخيل مثل هذا الشيء قبل خمس سنوات فقط.
بعد عام من التطبيع الإماراتي الإسرائيلي باتت التغطية الإعلامية هناك أقل تحيزًا ضد إسرائيل، وهناك اهتمام كبير بالمجتمع الإسرائيلي، وأطلقت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية موقعا بالعبرية، وتحتفظ سفارتها الجديدة في تل أبيب بحساب على تويتر لتحديث الأنشطة في إسرائيل.
بالنسبة للبحرين، فإن وتيرة التطبيع معها أبطأ، رغم أن شركة طيران الخليج البحرينية ستطلق خطها المباشر لإسرائيل قريبا، وفي الوقت نفسه هناك زيارات متبادلة من القادة وممثلي الحكومة بين المنامة وتل أبيب، ويأمل الجانبان أن تشهد السنوات القادمة حركة سياحية متبادلة بينهما.
أما السودان، فتنتظر إسرائيل استقراره السياسي للاستمرار بإحراز تقدم في الاتصالات الثنائية، والقصة مع المغرب مختلفة بعض الشيء، صحيح أن دوافع التطبيع تنبع من مصالح الملك محمد السادس، لكن هذا لا يعني أن الاتفاق لا يمكن تسخينه، حيث يزور السياح الإسرائيليون المغرب منذ عقود، ويصلون عبر دولة ثالثة، ومؤخرا فقط تم افتتاح الخط المباشر بين مطار بن غوريون ومراكش، وهذا لعمري كشف الحساب الخاسر