غزة - خاص قدس الإخبارية: أثار عدم الرد الإسرائيلي على الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية يوم أمس باتجاه غلاف غزة، تساؤلات حول الأسباب التي تقف وراء هذا التغير المفاجئ في سياسة الحكومة الحالية التي كان رئيسها نفتالي بينيت يحمل شعار "الرد على سديروت، كما على تل أبيب".
وأطلقت المقاومة الفلسطينية، أمس الإثنين، قذيفتين صاروخيتين تجاه مستوطنات غلاف غزة فيما دوت صفارات الإنذار في عدة مناطق وسمعت أصوات انفجارات ناجمة عن محاولة القبة الحديدية اعتراض الصواريخ المطلقة من غزة.
ويتفق محللان في الشأن السياسي أن ثمة عوامل لعبت دورا في تغيير السلوك الإسرائيلي الذي كان سائداً في فترات سابقة خصوصاً وأن الاحتلال اعتاد على قصف غزة مع كل إطلاق للبالونات الحارقة حتى بعد معركة سيف القدس.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن الاحتلال لم يرد لعوامل داخلية تتمثل في أزماته القائمة خصوصاً الارتفاع الكبير في معدل الإصابة فيروس كورونا والحرائق المندلعة في غابات القدس وضعف الحكومة الإسرائيلية الحالية وعدم قدرتها على تحمل أي عدوان بالإضافة للخشية من اشتعال جبهة الضفة بعد استشهاد 4 شبان في جنين.
وأضاف الصواف لـ "شبكة قدس": "حكومة بينيت هشة وضعيفة ومهددة بالانهيار، وأي عدوان جديد سيعجل بانهيارها، مشيراً إلى أن من بين العوامل هي رغبة الإدارة الأمريكية بعدم إشعال أية توترات في المنطقة.
وتابع قائلاً: "أمريكا تضغط على الاحتلال بعدم افتعال أي توتر خاصة أن العلاقة مع الإدارة الأمريكية لا زالت هشة رغم كل ما تقدمه أمريكا من دعم مالي وسياسي، ولكنها لا تريد مزيدا من التوتر حتى تتفرغ لقضايا كثيرة تهم الشأن الأمريكي".
وحذر الكاتب والمحلل السياسي من إمكانية لجوء الاحتلال لقصف مباغت في نفس الوقت إذا ما توفرت لديه عوامل داخلية لذلك، مستدركاً: "لكن الظروف غير مهيأة لدى الاحتلال للقيام بأي عمل عسكري كبير".
واستكمل قائلاً: "الاحتلال يناور حالياً ويتراجع عن كل خطواته ويقدم تسهيلات إضافية لغزة لتعزيز حالة الهدوء أملاً في احتواء غضب المقاومة".
دور أمريكي
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن العامل الرئيسي المتحكم في السلوك الإسرائيلي هو موقف الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن والرافض لأية أزمة أو مواجهة في المنطقة ويعمل بقوة لإبقاء حالة الهدوء قائمة.
وأضاف عوكل لـ "شبكة قدس": "من ضمن العوامل هو خشية الاحتلال من رد فعل المقاومة على أي قصف في ظل المماطلة في تنفيذ التفاهمات والعودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل معركة سيف القدس في مايو/ آيار الماضي.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي أن الإدارة الأمريكية تتحكم في ردة فعل الحكومة الحالية على اعتبار أنها ضعيفة وهشة، مردفاً: "ما جرى مع غزة هو تكرار لذات النموذج الذي حدث مع حزب الله مؤخراً على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة".
ورأى عوكل أن حكومة بنيت ستتجه نحو إعادة الوضع الذي كان سائداً في غزة قبل مواجهة سيف القدس الأخيرة وستحاول تثبيت التهدئة أطول وقت ممكن خصوصاً في ظل الرغبة الأمريكية في بقاء الهدوء للتفرغ للقضايا الأخرى.