شبكة قدس الإخبارية

ما المطلوب لتقوية المواجهة في المسجد الإبراهيمي؟ نشطاء ومؤسسات تتحدث لـ"شبكة قدس"

الخليل - خاص قُدس الإخبارية: تصاعدت الأحداث في المسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، منذ بداية الأسبوع الماضي، عقب إقدام الاحتلال على إجراء حفريات في أراضي الحرم لإقامة مسار استيطاني ومصعد لخدمة المستوطنين، والدعوات الشعبية والوطنية ومن الأوقاف لحشد المصلين في المسجد والتصدي لمخططات الاحتلال.

شهد المسجد يوم أمس حشودات من مختلف مناطق المدينة لأداء صلاة الجمعة، قبل أن تعتدي قوات الاحتلال على المصلين وتلاحقهم في ساحاته.

بعد مواجهة الأمس أكد نشطاء وفعاليات سياسية في المدينة على ضرورة بناء خطة متكاملة تشترك فيها كل أطياف المدينة ومحافظة الخليل، لإدامة الرباط في المسجد وصولاً لإفشال مخططات الاحتلال فيه.

من جانبه، يرى المحلل السياسي هشام الشرباتي، أن الاحتلال استغل الظروف الفلسطينية والإقليمية والعربية لتمرير مخططاته في المسجد الإبراهيمي وفي الضفة والقدس بشكل عام.

وأضاف في حديث مع "شبكة قدس": "الفلسطينيون منقسون وهناك خلاف داخلي، وأطراف عربية كانت محسوبة على الفلسطينيين تورطت في التطبيع، والإدارة الأمريكية الحالية داعم استراتيجي لدولة الاحتلال، و"إسرائيل" تريد ضم الضفة وحشر الفلسطينيين في "كانتونات".

ويؤكد الشرباتي على ضرورة حشد الفلسطينيين في المسجد الإبراهيمي والمناطق المحيطة به ودعم الحركة التجارية في البلدة القديمة، وقال: بالإضافة لضرورة زيادة وتقوية فعاليات المقاومة الشعبية لمواجهة الاحتلال، نحن لا نعشق قنابل الغاز ولا الصوت ولا تلقي الرصاص، لكن عندما يلاحق الاحتلال المصلين أمام الكاميرات يظهر أمام العالم حجم الجريمة في المسجد.

وتعليقاً على الدعوات لتبني نماذج المقاومة الشعبية في مناطق مختلفة، قال: "العمل الشعبي ليس قوالب جاهزة بل هو عمل جماهيري، كل منطقة لها نموذج قد يكون متشابه أو مختلف مع باقي المناطق، لا يجب تحديد قوالب جاهزة لكل موقع خصوصية".

وفي السياق، يرى الناشط عيسى عمرو، أن المسجد الإبراهيمي في حالة "عزلة" وأن هناك تقصير فصائلي ورسمي وشعبي في حق المسجد.

وأضاف: في بعض الصلوات لا يزيد عدد المصلين عن 10، ولا يوجد حشد بشري دائم في المسجد، أو خلق رأي عام خليلي أو فلسطيني يكون حامياً للمسجد.

وتابع: في 2010 أعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن المسجد الإبراهيمي جزء من "التراث اليهودي"، حينها اشتعلت المدينة لمدة أسبوع، وأجبر الاحتلال على التراجع عن القرار، في المرحلة الحالية تم فرض "القانون المدني الإسرائيلي" على المسجد الإبراهيمي، وهو أول مبنى في الضفة يتم ضمه رسمياً لدولة الاحتلال، لكن ردة الفعل كانت ضعيفة.

وقال: وزارة الأوقاف أعلنت عن إغلاق المساجد في مدينة الخليل، لكن للأسف القرار لم يطبق بشكل كامل، وبعض المساجد أقيمت الصلوات فيها من قبل موظفي الوزارة، مما يعني أن الإعلان كان للاستهلاك المحلي، وعدد المصلين لا يرتقي للهجمة على المسجد الإبراهيمي، بعض المبادرات كانت من العائلات مثل "الفجر العظيم"، لكن تم تسيسها ومحاولة إعطائها لوناً سياسياً معيناً، مما جعل فئات من الناس يحجم عن المشاركة فيها.

وحول المطلوب لمواجهة مخططات الاحتلال، يرى عمرو في حديث مع "شبكة قدس"، هو إطلاق عمل دولي من أجل مطالبة المؤسسات الدولية للتدخل بالضغط الاحتلال لوقف مخططاته في المسجد بصفته مدرجاً على قائمة "التراث الدولي".

وأضاف: يجب إطلاق خطة لتكثيف التواجد في المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة في الخليل، ودعمها اقتصاديا، الاحتلال يجري فعاليات في البلدة القديمة ومحيطها سنوياً، ونحن أصحاب الأرض لا نجري فعاليات بهذا العدد، لان الاحتلال يريد أن تكون الفعاليات بتنسيق معه، وللأسف الشديد هناك من ينسق مع الاحتلال، وهذا يجعل العدد المشارك فيها قليل إلى حد ما.

وأكد على وجوب وضع خطة وطنية شاملة أن "يكون المسجد ممتلئ بالكامل في الخمس صلوات، وحشد الناس في البلدة القديمة بالخليل، وتشجيع الاستثمار في هذه المناطق وبقاء الناس فيها، نريد خلق بيئة وحدوية حاضنة، بعض الفعاليات يتم تشجعيها لأنها من قبل المحسوبين على الحكومة، وفعاليات أخرى يتم إقصائها لأنها من تيارات أخرى، لو تم مثلا دعوة الأخ علاء الريماوي لإلقاء خطبة الجمعة في المسجد، لكانت رسالة وحدودية لنا كفلسطييين وللاحتلال أننا كشعب فلسطيني موحدون في المواجهة، لكن واضح جداً أن هناك تقصير متعمد".

ورداً حول لماذا لا يتم حشد محافظة الخليل بكاملها في المواجهة، قال عمرو: "مرة أخرى نؤكد أن المسموح لهم بالدعوة لفعاليات ودون مضايقات، مجموعة ضعيفة وقليلة ومحسوبة على تيار سياسي معين، وهذا التيار غير معني بالصدام مع الاحتلال"، وأشار إلى أن "تيارات عديدة ممنوعة من العمل من قبل الأجهزة الأمنية، حركة حماس مثلاً ممنوعة من الحشد ومن يدعو لفعاليات قد يتم اعتقاله".

وعن المطلوب لتجاوز هذه الحالة التي يشتكي منها عمرو، أوضح: "المطلوب حشد حالة وطنية وحدوية حقيقية، كما حصل في المواجهة مع الاحتلال في مدينة القدس المحتلة".

وتعليقاً على الرأي الذي يرى وجوب استنساخ تجربة بيتا في الخليل، قال: "بيتا قرية صغيرة لا يتعامل معها الاحتلال والأجهزة الأمنية كمحافظة الخليل التي تضم 800 ألف فلسطيني، ونحن كان لدينا تجربة سابقة في شارع الشهداء التي شارك فيها آلاف الفلسطينيين وتم إجهاضها للأسف من قبل الأجهزة الأمنية، المطلوب حشد حالة وحدوية وطنية في المواجهة، ضم الضفة الغربية بدأ من الخليل، كما بدأ التقسيم الزماني والمكاني بدأ من المسجد الإبراهيمي".

من جانبه، أكد رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة، أن "الفعاليات ستستمر في الأيام المقبلة حتى تحقيق النصر ومنع مخططات الاحتلال في المسجد الإبراهيمي".

واعتبر أن فعاليات يوم أمس في المسجد الإبراهيمي شهدت مشاركة عشرات الآلاف، وقال: في المزاج الشعبي في الوطن والعالم بشكل عام هناك أحداث أخرى مثل كورونا وغيرها، لكن هذا لا يعني أن الحراك الشعبي لن يتصاعد حول المسجد الإبراهيمي.

وقال إن "هناك جهوداً رسمية للتواصل مع المؤسسات الدولية للضغط على الاحتلال لوقف التخريب في المسجد، المصنف على قائمة التراث الدولي"، وتابع أبو سنينة لـ"شبكة قدس": لكن الاحتلال انسحب من منظمة "اليونسكو" بدعم من الولايات المتحدة لذلك يرفض التعاطي معها.

وأشار إلى أن "الفعاليات الوطنية والرسمية تتجه لوضع خطة متكاملة للتصدي لمخططات الاحتلال في الحرم"، وقال إن البلدية والمؤسسات المختلفة أجرت فعاليات مختلفة في المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة، وستجري تنسيقياً مع المؤسسات الرسمية بينها وزارة الخارجية التي "يجب أن يكون لها دور في التواصل مع العالم لفضح جرائم الاحتلال في المسجد الإبراهيمي".

وأكد مدير الأوقاف في الخليل، جمال أبو عرام، أن التواجد في المسجد الإبراهيمي سيتواصل وسيتم تنظيم فعاليات جديدة فيه، وأشار إلى أن الأوقاف استقبلت وفوداً من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 وأجرت جولة ميدانية في المنطقة.

وقال أبو عرام "شبكة قدس" إن الأوقاف "ستجري التواصل مع السفراء والقناصل لإجراء جولات لهم للاطلاع على ما يجري في المسجد"، بالإضافة لإجراء فعاليات والحشد لأداء الصلوات في المسجد خلال الأسبوع الحالي.

وأضاف: المسجد الإبراهيمي مدرج على لائحة التراث العالمي، ويمنع المساس به، وتم التواصل مع "اليونسكو" ومختلف المؤسسات الدولية من خلال مكتب رئيس الوزراء من أجل الضغط على الاحتلال لمنع الاستمرار بالمساس بالمسجد.

ورداً على الأخبار المتداولة حول عدم التزام عدة مساجد بقرار الأوقاف بإغلاقها يوم أمس والتوجه للصلاة في الحرم، قال: "القرار كان يتعلق بالمساجد في المدينة، وليس بكل مساجد المحافظة، قد يكون هناك خلط لدى بعض الناس، كان هدفنا الوصول إلى 25% من الناس في المدينة، وقد وصل آلاف الفلسطينيين إلى المسجد رغم حواجز الاحتلال وقمعه للمصلين".

وأشار إلى أن الأوقاف تخطط "لحشد باقي مساجد المحافظة خلال المرحلة المقبلة"، وقال: "سنضع خطة عمل لحشد باقي مخيمات وقرى المحافظة وأن يكون التوجه إلى باقي المحافظات مثل بيت لحم والخليل من أجل إقامة فعاليات في الحرم".

 

#نتنياهو #السلطة #الاحتلال #الخليل #المقاومة الشعبية #بلدية #الأوقاف #المسجد الإبراهيمي #الخارجية #ضم الضفة #اليونسكو #لائحة التراث العالمي