القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: في مثل هذه الساعات من شهر تموز 2017، حقق الفلسطينيون في القدس المحتلة انتصاراً جديداً على منظومة الاحتلال السياسية والأمنية، بإجبارها على إزالة البوابات الإلكترونية التي نصبتها على مداخل المسجد الأقصى المبارك.
تحقق الانتصار في معركة "البوابات الإلكترونية" بعد أن خاض الفلسطينيون في القدس بمساندة من الداخل والضفة وغزة، نضالاً يومياً في شوارع وأزقة المدينة وبلدتها القديمة، وحققوا صموداً في الميدان رغم كثافة القمع الذي مارسته قوات الاحتلال بحقهم.
بدأت هبة أو معركة "البوابات الإلكترونية" في 15 تموز، بعد أن أغلق الاحتلال أبواب المسجد الأقصى المبارك ومنع المصلين من الدخول له ونصب البوابات الإلكترونية على مدخله، ومنذ اللحظات الأولى لهذه الإجراءات أعلن الفلسطينيون رفضهم لها وتنظيم اعتصامات وتظاهرات في البلدة القديمة.
قبل المعركة، نفذ ثلاثة فدائيين من مدينة أم الفحم المحتلة عملية ضد عناصر شرطة الاحتلال على أبواب المسجد، أدت لمقتل إثنين منهم، واستشهاد المقاومين، الذين شكلت جنازتهم استفتاء شعبياً على خيار المقاومة.
رفض الفلسطينيون الدخول إلى المسجد الأقصى بشروط الاحتلال، واعتصموا في المناطق المحيطة بالأقصى والبلدة القديمة، وخاضوا مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال أسفرت عن ارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة المئات.
وتزامناً مع المعركة في القدس، نظم مناصرو القضية الفلسطينية في الوطن العربي والإسلامي وعواصم غربية، تظاهرات منددة بجرائم الاحتلال وداعمة لانتفاضة الفلسطينيين في المدينة المقدسة.
التطور الأخطر كما عبرت عنه المؤسسة الأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال، كان العملية الفدائية التي نفذها عمر العبد من بلدة كوبر غرب رام الله، حين اقتحم مستوطنة "حلميش" المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال غرب المحافظة، وقتل ثلاثة مستوطنين وجرح آخرين، وهو ما اعتبره مراقبون أحد أسباب تراجع الاحتلال أمام المنتفضين في القدس، خشية من امتداد المعركة إلى الضفة.
في 27 تموز دخل الفلسطينيون إلى المسجد الأقصى المبارك رغماً عن الاحتلال الذي حاول إبقاء باب حطة مغلقاً، إلا أنهم أصروا على إعادة افتتاحه في منظر مهيب وسط تكبيرات العيد، أعاد للفلسطينيين الأمل بتحقيق الانتصار على الاحتلال، ووضعت معركة "البوابات الإلكترونية" في سياق الانتصارات المرحلية على طريق النصر الكبير.