جنين - قُدس الإخبارية: ما أن ينتشر خبر اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين ومخيمها، حتى تتحضر مجموعات من المقاومين للتصدي، لحظات بعد دخول أول آلية إلى أحياء المدينة حتى تصب النار من كل اتجاه عليها.

لا يتوقف التصدي لقوات الاحتلال في جنين والمخيم، على المقاومين بالأسلحة النارية، بل يدعمها مجموعات من الشبان بالزجاجات الحارقة والعبوات محلية الصنع "كواع"، التي اشتهرت بها المحافظة سنين طويلة خلال انتفاضة الأقصى.

لا يمر أسبوع خلال الشهور الماضية، على ليل جنين وساعات فجرها، دون اشتباك أو إطلاق نار تجاه قوات الاحتلال ومواقعها العسكرية في محيط المدينة، خاصة حاجز الجلمة الذي يفصلها عن الأراضي المحتلة عام 1948، وهو أمر أثار قلق وخوف مخابرات الاحتلال، وقد عبرت عن ذلك في تحقيق ميداني مع قيادي محرر مؤخراً من السجون.

في 10 حزيران/يونيو الماضي، استشهد المطارد من الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي (سرايا القدس)، جميل العموري، وأصيب واعتقل رفيقه وسام أبو زيد بجروح، بعد أن اشتباك مع قوة خاصة من جيش الاحتلال حاصرتهما داخل مركبتهما، واستشهد في الاشتباك  الملازم أدهم ياسر توفيق عليوي، والنقيب تيسير محمود عثمان عيسة من جهاز الاستخبارات العسكرية.

بعد سنوات انتفاضة الأقصى، التي تعرض فيها العمل العسكري للمقاومة لملاحقة مكثفة من خلال عمليات الاغتيال والاعتقالات لقادة وعناصر الخلايا، حافظت جنين وقراها ومخيمها على مستوى من العمل المقاوم، واستشهد عدد من مطارديها في اشتباكات مع جيش الاحتلال.

في آذار 2014، استشهد المقاومون حمزة أبو الهيجا، ويزن جبارين، ومحمود أبو زينة بعد اشتباك عنيف مع قوة من جيش الاحتلال استخدمت فيه القذائف الصاروخية خلال حصارهم داخل منزل في المخيم.

رغم القبضة الأمنية والملاحقات الواسعة للعمل العسكري، نجح عدد من المقاومين في جنين بتنفيذ عمليات إطلاق نار، أكبرها في السنوات الأخيرة عملية الشهيد أحمد جرار ورفيقه الأسير أحمد قنبع، حيث نفذا عملية قرب مستوطنة "حافات جلعاد" المقامة على أراضي محافظة نابلس، وأدت لمقتل مستوطن.

خلال عمليات المطاردة للشهيد جرار، ارتقى ابن عمه المقاوم أحمد إسماعيل جرار الذي اشتبك مع قوات الاحتلال خلال حصارها لمنزل العائلة في واد برقين، ويواصل الاحتلال احتجاز جثماني الشهيدين حتى اليوم ويرفض تسليمهما للعائلة.

ريف جنين كان له حضوره في عمليات إطلاق النار على قوات الاحتلال، وشهدت قباطية عدة اشتباكات مع جنود الاحتلال الذين نفذوا عمليات اعتقال لعشرات من أبناء البلدة، وخلال الأسبوع الماضي أطلق مقاومون النار تجاه قوة لجيش الاحتلال قرب قرية عنزا.

جنين التي شكلت هاجساً متواصلاً للأمن الإسرائيلي، طوال سنوات الصراع، ووصفت بأنها "جنين جراد" خلال انتفاضة الأقصى، التي كان لمخيم جنين أكبر معركة وقصة صمود فيها، ما زالت وفية لطقوسها في مقاومة الاحتلال، ومشاهد المقاومين وهم يطلقون النار على قوات الاحتلال أعادت للأذهان أيام ذروة الانتفاضة.