رام الله - قُدس الإخبارية: رفضت مجموعة من الصحافيات لقاء رئيس الوزراء محمد اشتية، وذلك للاستماع لهن بعد تعرضن للاعتداء خلال تغطيتهن للتظاهرات الأخيرة احتجاجا على مقتل الناشط نزار بنات.
وأبلغت الصحافيات الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم أن أي اعتذار من طرف الحكومة غير مقبول دون محاسبة المتورطين في الاعتداءات عليهن.
وأوضحن خلال حديثهن مع ملحم أنه في مساء اليوم الذي أعلن فيه اشتية عن صون الحريات العامة والعمل الصحفي، تم الاعتداء عليهن وتصويرهن وابتزازهن.
واستهجنت الصحافيات اعتذار ملحم ودعوة اشتية في الوقت الذي لا تزال هواتفهن محتجزات لدى الأجهزة الأمنية ويتم تهديدهن بنشر صور خاصة كما حدث في حالات عدة.
وقالت الصحافيات إن إحقاق الحق في مسألة الاعتداء عليهن يكمن في محاسبة المتورطين فقط، لا في الاعتذارات واللقاءات التي قد يحدث بعدها اعتداء آخر.
وشهدت مدينة رام الله، خلال الأيام الماضية، اعتداء الأجهزة الأمنية بشكلٍ مباشر على الصحافيين والصحافيات المشاركين في تغطية التظاهرة الرافضة لعملية اغتيال الناشط والمعارض السياسي نزار بنات.
ووثقت "شبكة قدس" إفادات لمجموعة من الصحافيات اللواتي تعرضن للضرب والاعتداء ومصادرة الأجهزة الخلوية "الهواتف" من قبل العناصر الأمنية التي كانت ترتدي لباساً مدنياً أو حتى عسكرياً.
وقالت الصحافية جهيان عوض عن تجربتها: "نعم ارتدينا واقي الرصاص في وسط مدينة رام الله ، ربما لا ننجوا من الهراوات ولكن حرصنا على نجاة الحقيقة".
من جانبها، أفادت مراسلة شبكة قدس، نجلاء زيتون أن: "الطواقم الطبية رفضت تسجيل إصابتي بأنها اعتداء من الأجهزة الأمنية، وسلموني تقارير غير مختومة وأن سبب الإصابة اعتداء من مجهولين".
أما الصحافية فيحاء خنفر فروت هي الأخرى تفاصيل الاعتداء عليها أثناء تغطيتها الصحفية قائلة: "كان الاعتداء على الصحفيين كثيفا ومقصودا بسبب استخدامنا للهواتف والكاميرات لتصوير وتوثيق الأحداث، وأثناء ذلك قام أحد العساكر بلباس مدني بمهاجمتي أثناء تواجدي في بداية شارع جانبي، وكان يبدو أن طريقة الهجوم والضرب قد تدرب عليها، وحاول أخذ هاتفي بالقوة وهو يصرخ علي لكني تمسكت به فسحبني معه تجاه الشارع الرئيسي ولكن تم انقاذي من زميلة صحفية كانت معي، وهذا كان الأولى الاعتداء الأول علي".
وتعرضت الصحافية شذى حماد هي الأخرى للاعتداء من قبل الأجهزة الأمنية التي كانت متواجدة في محيط دوار المنارة إذ أصيبت بقنبلة غاز في الوجه خلال تغطيتها الصحافية للتظاهرات الرافضة لعملية اغتيال الناشط بنات.
أما سجى العلمي، فتقول: "كان هناك هجوم مباشر علينا، كان أحد ضباط الأمن في ثياب مدنية يشير إلي وإلى زميلتي الصحفية ويطلب من شريكه التقاط صورة لنا حتى يتمكن من التعرف علينا لاحقا".
وأضافت: قاومت محاولة الضباط العنيفة لمصادرة هاتفي ورفضت تسليمه، ثم تمكنت من الفرار من مكان الحادث إلى مبنى قريب والاختباء في مرحاض نسائي.