رام الله - متابعة شبكة قدس الإخبارية: روت صحافيات فلسطينيات، اليوم الأربعاء 30 يونيو 2021، تفاصيل الاعتداءات الذي تعرضهن له في مظاهرات رام الله الأخيرة التي خرجت تنديداً باغتيال الناشط والمعارض السياسي نزار بنات من قبل الأجهزة الأمنية.
وروت الصحافيات والناشطات تجربتهن في تغطية الأحداث الأخيرة خلال مؤتمر صحافي أقيم بمدينة رام الله، اليوم الأربعاء، إذ كُشف خلاله عن شهادات مروعة للاعتداءات التي تعرضت لها بعض الصحافيات من العناصر الأمنية الذين كانوا يرتدون لباساً مدنياً.
وتحدثت نجلاء زيتون مراسلة شبكة قدس في إفادتها قائلة: "اتفقنا كصحافيين وصحافيات على النزول على مسيرة مقامة على دوار المنارة بالزي الصحافي وبطاقات الصحافة، توجهنا من المنارة باتجاه المقاطعة وتفاجأنا بمسيرة أخرى محمية من الأمن تبعتها مناوشات عنيفة".
وأضافت قائلة: "بعد المناوشات كنا نأخذ الجانب الأيمن من المنطقة لنقل الصورة الكاملة، وبعدها بدأ الضرب وحاول شخص سرقة هاتفي أثناء قيامي بالتصوير ثم انهال علي شخص آخر بزي مدني بالضرب بعصي خشبية على يدي ودفعني".
وأتبعت زيتون: "تفاجأت بشخص آخر يسرق هاتفي ويركض باتجاه الأجهزة الأمنية وتسليمه لشخص آخر يرتدي لباس الأمن، مشيرة إلى أنهم قاموا بتصويرها من قبل أشخاص بالزي المدني عدا عن استخدامهم ألفاظا خادشة للحياء".
وتابعت: "تمت مخاطبتي بألفاظ بذيئة، وكان يرافق العناصر الأمنية نساء قمن بتوجيه الشتائم لنا وطلبن أن نسلم الهواتف ورددن (هاتوهم افضحوا عرضهم) وقد عرفن عن أنفسهن أنهن من الأجهزة الأمنية".
وأوضحت أنها عندما فقدت الأمل في الحصول على هاتفها قررت العودة إلى جوار زملائها، لتتفاجأ بشخص يناديها بالاسم قبل أن يقوم برميها بالحجارة التي سقط بعضها على قدمها اليسرى، مردفة: "أحد أصحاب المحال التجارية قام بفتح محله وطلب مني عدم الخروج لأن عناصر أمنية كانت تبحث عني في محيط المكان فيما لم أسترجع هاتفي إلى الآن".
أما الصحافية فاتن علوان، فقسمت تجربتها إلى مرحلتين؛ الأولى كانت في تواجدها قرب العناصر الأمنية إذ كانت تتواجد خلفهم، قبل أن يباغتها أحد العناصر الذي سحب هاتفها منها ونقله إلى عنصر آخر اشترط عليها السير من المكان نحو التظاهرة.
واستكمل: "الجزء الثاني يتمثل في التهديد المبطن الناعم، فعلى سبيل المثال اكتشفت أنني موضوعة على قائمة العار على صفحة لأبناء حركة فتح، وأنني أتبع لأمريكا، عدا عن اتصالات هاتفية تتطلب مني تحديد موقفي".
في السياق، قالت الصحافية شذى حماد إنها تعرضت للاعتداء مرتين في تظاهرات السبت الماضي، كان الاعتداء الأول من أشخاص بلباس مدني حاولوا سحب هاتفها النقال ووجهوا ضربات لها على يدها انتهت بتعرض أجزاء من الجهاز للكسر.
وتابعت حماد: "الاعتداء التاني كان من قوات مكافحة الشغب، وكنت أقف مع أحد الزملاء الصحافيين وكنا نرتدي لباس الصحافة، وأصبت بقنبلة غاز في وجهي تسبب بجرح بعمق 2 سم ونقلت بعدها لمستشفى رام الله"، مستكملة: "يوم الأحد توجهت للميدان للتغطية وارتديت اللباس الصحافي ورغم ذلك ازداد الضغط علينا كصحافيين وكان هناك تضييق واضح بحقنا، ونحن لا نشعر بالحصانة".
أما تجربة الصحافية سجى العلمي من موقع "فلسطين بوست" فبدأت مختلفة بعض الشيء عن سابقتها إذ كان من المقرر أن تبدأ التغطية رفقة زميلتها فيحاء خنفر التي تعرضت بشكل مفاجئ للاعتداء قبل أن تتدخل العلمي وتسحبها لمنطقة آمنة.
واستطردت: "تم استهدافنا بقنابل الغاز وهربت من المكان بسبب عدم القدرة على التنفس فيما قام الزملاء الصحافيين بإسعافي وأزالوا الدرع الصحافي، وخرجت من الصيدلة تزامناً مع وجود رجل فاقد لوعيه، كنا نقوم بتوثيق ما جرى معه، ليبدأ مجموعة من الأشخاص بزي مدني الهجوم علينا والصراخ محاولين مصادرة هاتفي".
وأردفت: "تمكنت من الاختباء في مبنىٍ تجاري وكنت أسمع أصواتهم، وتمكن أحد الرجال من الوصول إلي ولكني أصريت على عدم تسليم الهاتف، ثم خرجت باتجاه المراحيض وجاء عناصر من الأجهزة الأمنية وحاولوا فتح الأبواب وبقيت مختبئة لمدة ساعة في المكان قبل أن أخرج منه".
وفي ذات السياق، تحدث الصحافية بتول كوسا قائلة: "كنت أرتدي الزي الصحافي مع قرابة 30 صحافياً على دوار الساعة في رام الله، وبدأ القمع وكنت أرفع هاتفي وأقوم بالتصوير والتوثيق، قبل أن يقوم أحد الأشخاص في الخمسينات من العمر بسحب هاتفي بخفة سريعة بدون شعور مني".
وتابعت كوسا: "صرخت في وجهه ليعطيني هاتفي وسألني ثلاث مرات مع مين بتشتغلي ورفضت الرد عليه، في حين جاء أحد الشبان مهاجماً إياه، فيما تمكنت من سحب هاتفي وتراجعت إلى الخلف".
واستكملت: "إحدى الزميلات استدعت الشرطة باتصال هاتفي، ومع مرور الوقت لم تحضر الشرطة وقررنا أن ننزل بشكل جماعي للتغطية، وما إن وصلنا للمكان حتى حضر شخصان كان الأول يلبس كمامة وآخر كان ملثما، وتم تهديدي بتسليم الجوال أو تكسيره".