رام الله - خاص قدس الإخبارية: نشر مقربون من المعارض السياسي الفلسطيني نزار بنات الذي تم اغتياله من قبل قوة أمنية فلسطينية عقب اعتقاله الخميس الماضي في أحد المنازل جنوب الخليل بالضفة المحتلة، قصصا تجمعهم به تبرز زهده رغم فقره وحالته الاقتصادية الصعبة والتي لم تمنعه من ممارسة دوره الناقد.
وقال يوسف نصار عبر منشور في فيسبوك: "حين التقطت لك هذه الصورة يا نزار في أحد المسارات لم أكن أعلم أنها ستزين الشوارع والقلوب والأزقة بعد استشهادك ماذا أقول عن نزار الإنسان؟... من يعرف نزار مثلي؟".
وأردف قائلاً: " نزار الفقير والكادح يصرف ٣٥ شاقلا من آخر ٥٠ شاقلا كان يملكها ليعالج قط شوارع وجدناه مدهوسا على قارعة الطريق ويشتري بـ ٥ شواقل أخرى علبتين من الطعام لنفس القط".
وتابع نصار قائلاً: "آخر النهار تذكر بأن علبة السجائر وربطة الخبز ثمنهم ١٢ شاقلا، فعاد ليقول إيدك على شاقلين أكمل واحسبهم صدقه ومساهمة بعلاج القط، قالها ضاحكاً وأنا داخلي ألف سؤال حول الإنسان الذي يسكن هذا الجسد".
أما شاكر اطميزة محامي نزار بنات فكتب قائلا: "يوم عزم نزار الترشح لانتخابات التشريعي طلبوا منه شهادة عدم محكومية، اتصل بي و طلب مني أن أحضرها أخبرته أنه لا بد من حضوره لوزارة العدل شخصيًا، يومها قال لي: "معيش مصاري بتيجي بتاخذني من دورا، و بتدفع رسوم الشهادة (١٥ شاقلا) وبتفطرني و بتشتريلي بكيت دخان" و كان له ذلك".
في حين تحدث أسامة نصار قائلاً: "أصعب موقف مر معي عندما كان يجلس في محلي أبا كفاح والله وكنا نتحدث بأحاديث عابرة وكان معه ابنه كفاح فانشغلت قليلا مع عدد من الزبائن داخل المحل والله فنظرت اليه إذ به وابنه يقفون في القسم الآخر من المحل وينظر ابنه لمجموعة ألعاب كانت على الرف وبنباهتي انتبهت إليه وهو يقول له مش هالحين يابابا على العيد فاستفزني الموقف وقلت له أصلا هذه الالعاب كلها أحضرتها للمحل لأجل الأطفال بدوون مقابل فرفض فهو عنيد وأصريت عليه والله لم يكن يملك ثمن لعبة واحدة هؤلاء هم الأحرار وتبا للمناصب رحمة الله عليك نزار".
وتحت عنوان "المُلحد" نزار ومسجد كريسه، كتب الصحفي عوض الرجوب قائلاً: "حين بدأنا في بناء هذا المسجد في "كريسه" من ضواحي مدينة دورا، قبل نحو عامين، حضر المغدور نزار بنات، وقال لي: "يا عوض، انت بتعرف إمكانياتي المادية صفر، بس من خلال المنجرة مستعد أعمل محراب مرتب".
وأردف قائلاً: "ساهمت عدة ظروف في عدم مشاركته، نسأل الله أن يكتب له الأجر، هذا رد على تعليق لتافهين يتهمون نزار بالإلحاد، مع أنهم يحاربون كل مظاهر التدين".