ترجمة خاصة - قُدس الإخبارية: ادعت صحيفة "هآرتس" أن مراحل قمع المظاهرات في رام الله توضح أن قادة الأجهزة الأمنية نسقوا العمل وقسموه بينهم، وفي الوقت الذي يشتكي الفلسطينيون دائمًا من نقص أو سوء التخطيط في المهام المدنية للسلطة الفلسطينية وأيضا مواجهتها للاحتلال الإسرائيلي، أظهرت المؤسسة الأمنية الفلسطينية أنها مدربة جدا على القمع، ففي البداية يقومون بتفريق المظاهرة بالقوة، ومن ثم يشنون هجوما على الصحفيين ويخطفون هواتفهم، وفي المرحلة الأخيرة يقتحمون الفضاء العام بمظاهرة مضادة مؤيدة للرئيس محمود عباس.
وبحسب الصحيفة فإن السلطة سمحت لنفسها بممارسة هذا القمع المبالغ فيه لأنها شعرت بالثقة في أن الدعم العالمي لها مضمون؛ لأنها من خلال العلاقات الخاصة التي بنتها مع الاحتلال الإسرائيلي تحافظ على استقرار معين، كما وتعمل على منع نضال الفلسطيني ضد الاحتلال في دولته المقيدة واللامركزية والعشوائية.
وترى الصحيفة أن مقابل هذا الدعم الغربي أو الدولي، تصمت السلطة عن مواصلة "إسرائيل" الاستيلاء على الضفة الغربية وتحطيم التواصل الفلسطيني في القدس الشرقية، والدول الغربية، التي لا تجرؤ على اتخاذ إجراءات ضد "إسرائيل" لانتهاكها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، تقدر هذا الصمت للسلطة ومنعها لأي شكل من أشكال المقاومة.
وتقول الصحيفة إن قيادة السلطة وفتح اختارت أن تروج إلى كون ما يجري هو نوع من الانقلاب تقوده حماس، لكن في الحقيقة أن معظم المشاركين في المظاهرات هم نشطاء مستقلين وبعضهم ينتمي لأحزاب وحركات اليسار، ولا يمكن القول إنه لم يكن هناك عناصر من حركتي حماس والجهاد الإسلامي لكنهم كانوا ضمن حركة الاحتجاج ليس أكثر.