نابلس - قُدس الإخبارية: قال نائب رئيس بلدية بيتا موسى حمايل، إن محاولات الاستيطان في بلدة بيتا ليست حديثة، بل تمتد جذورها إلى عام 1885، عندما وضع جيش الاحتلال نقطة عسكرية على حبل صبيح والتي تم إخلاؤها بعد فترة قصيرة، ولاحقا أعاد وضعها في عام 1988 وتم كذلك إخلاؤها بعدما سطرت بيتا وأهلها "ملحمة بطولية"، واستمرت المحاولات المماثلة التي كانت آخرها منذ شهرين.
وأضاف حمايل خلال برنامج المسار الذي يبث عبر شبكة قدس الإخبارية، إن محاولة المستوطنين الأخيرة المستمرة حتى الآن، كانت مختلفة عن السابق، بحيث تم شق الطرق ووضع أكثر من 30 كرفانا خلال شهر واحد فقط، في محاولة لفرض أمر واقع في المنطقة.
وأشار، إلى أنه "في جبل صبيح هذه المرة هناك شكل جديد للمواجهة على مدار الساعة، ولن نسمح لهم بأن يناموا بهدوء في أراضينا".
وحول الالتفاف الرسمي، قال: مطلوب من المستوى السياسي وضع البنية التحتية من أجل تأهيلها بالسكان لأن 90% منها مصنفة مناطق ب وفيها منطقة صناعية يجب دعمها وتثبيتها لتشكل حاضنة لأهالي بيتا، ومطلوب كذلك من المستوى السياسي أن يدعم باتجاه تثبيت الأهالي في أراضيهم ودعم المنطقة ككل ليكونوا قادرين على مواجهة محاولات الاستيطان.
وأكد: وعدتنا بعض الوزارات بتقديم دعم كل في اختصاصه، ولكن لم نر شيئا على أرض الواقع.
وقال الناشط عبد الغني دويكات، إن قضية الاستيطان في الضفة مستوحاة من خطط وضعها المستوطنون لفصل التجمعات السكانية في الضفة عن بعضها البعض، وفي بيتا حاولوا فرض أمر واقع، قابله السكان بالرفض والتصدي، و"نحن نقاوم حتى نوفر الأمان لأطفالنا".
وطالب دويكات، الجهات الرسمية بضرورة دعم وإسناد أهالي المنطقة، قائلا: نحتاج إلى دعم من الحكومة والوزارات التي لا نرى لها أي فعل حقيقي، وإذا لم نكن على قدر المسؤولية سينال منا المستوطنون، كما ونحتاج إلى دعم المؤسسات ووجود مستشفى في المنطقة خاصة وأن هناك من فقدوا حياتهم نتيجة المسافة والوقت إلى أقرب مستشفى.
وقال محمد خبيصة أحد أصحاب الأراضي في جبل صبيح، إن الاحتلال يحاول أن يثبت نفسه في الأراضي الفلسطينية عن طريق المستوطنين، من خلال الاستيلاء على بعض المناطق وتحويلها إلى مناطق عسكرية، بمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم ثم يدعي أنها غير مستخدمة.
وأضاف خبيصة: موقع الجبل استراتيجي بالنسبة لهم، ونحن رفعنا قضية أمام محاكم الاحتلال، ولدينا ما يثبت أنها لنا وملكنا.
وأوضح: البؤرة الاستيطانية مقامة على 15 دونما، والجبل مساحته أكثر من 845 دونما، وإذا أثبت المستوطنون وجودهم فالجبل سقط.
وحول فعاليات الإرباك الليلي، أشار، إلى أن شبان بيتا استلهموا التجربة من شبان غزة، وكان محركهم ذاتي.
أما الناشط الصحفي نسيم معلا، فاكد، أن سر استمرار أهالي بيتا في فعالياتهم لإجبار المستوطنين على إخلاء البؤرة الاستيطانية، هو عدم وجود فصائل وتنظيمات تقود الفعاليات، وإنما الشبان والأهالي من تلقاء أنفسهم يتحركون وينظمون أنفسهم.
وأضاف: بلدة بيتا معروفة منذ القدم بترابط أهلها القوي جدا، ما ساعد على الاستمرارية في النضال، خاصة وأنهم وحدوا أفسهم تحت علم واحد وراية واحدة.
وأشار، إلى أن "الوحدات الموجود في بيتا والتي أبرزها وحدة الإرباك الليلي المتخصصة لإرباك العدو والمستوطنين،يرسل من خلالها الشبان رسالة مفادها أن المستوطنين لن يناموا بهناء وهم مغتصبون لأرضنا، وهذه الوحدة تفرعت منها عدة وحدات أهمها الكاوشوك والدعم اللوجستي والأبواق وغيرها.