شبكة قدس الإخبارية

تقريرالوضع الميداني في غزة ينذر بعودة التصعيد.. هل نحن على أعتاب جولة قتال جديدة؟

202081707_3065560603710367_210117553128138350_n
هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: يبدو أن الأمور الميدانية في قطاع غزة تتجه نحو التصعيد في ضوء محاولات الاحتلال فرض متغيرات على قواعد الاشتباك مع المقاومة تمثلت باستهداف عدد من المواقع بعد إطلاق بالونات حارقة باتجاه مستوطنات الغلاف، وكذلك السياسات الإسرائيلية التي تحاول ابتزاز المقاومة من خلال ملفات الإعمار والمعابر وغيرها.

وجاءت تصريحات رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار عن لقائه بممثل الأمم المتحدة والتي وصف فيها اللقاء بالسيء، لتثبت ما كان يدور الحديث عنه في الأيام الأخيرة من إمكانية حدوث تصعيد مع الاحتلال بعد حوالي شهر من توقف آخر جولة قتال.

وأكد مصدر من المقاومة الفلسطينية لـ "شبكة قدس" طلب عدم الكشف عن هويته أن الأمور تتجه نحو التصعيد الميداني الحقيقي في ظل تبادل الرسائل بين الجانبين عبر الوسطاء وإبلاغ المقاومة للاحتلال عبر الأطراف أن أي قصف إسرائيلي جديد سيقابل برد حقيقي.

وأشار المصدر في حديثه على أن المشهد معقد للغاية نتيجة لتعنت الاحتلال وعدم وجود رؤية واضحة من قبل الوسطاء لتخفيف الحصار الإسرائيلي ورفع القيود الحالية المفروضة على القطاع قبل معركة "سيف القدس"، منوهاً إلى أن الاحتلال يحاول ابتزاز فصائل المقاومة.

وبالتوازي مع ذلك، فقد أعلن الشباب الثائر في غزة وتحديداً وحدات البالونات الحارقة والإرباك الليلي عن عودة نشاطهم في خطوة تصعيدية أولى تستهدف الضغط على الاحتلال، وهو من شأنه أن يتبعه قصف إسرائيلي سيؤدي في رد المقاومة الفلسطينية على الانتهاكات الإسرائيلي والابتزاز الذي تحاول "إسرائيل" القيام به عبر قاعدة "ما كان لن يكون".

ويجمع مختصون ومراقبون للشأن السياسي على أن الظروف الميدانية تبدو أقرب للتصعيد منها للهدوء بالرغم من الزيارات المكوكية التي يقوم بها الوسطاء سواء المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط أو جهاز المخابرات المصرية.

في السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة عدنان أبو عامر إنه من الواضح أن الأمور ذاهبة باتجاه تصعيد ميداني نتيجة عدم قدرة الوسطاء على جسر الهوة بين الطرفين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أبو عامر لـ "شبكة قدس" أن "إسرائيل" تحاول تكريس معادلة جديدة تحاول من خلالها رفع مطالبها من المقاومة مقابل تخفيف مطالب المقاومة وتطبيق قاعدة "ما كان ليس كما سيكون" في الإشارة للأوضاع التي كانت سائدة في فترة حكومة نتنياهو.

وأتبع قائلاً: "تحاول الحكومة الجديدة ربط كل شيء بموضوع الأسرى الإسرائيليين لتخفيف سقف مطالب المقاومة لتصبح تخفيف الظروف المعيشية بدلاً من تبادل الأسرى وهو الموضوع المحسوم فلسطينياً، وبالتالي فإن الأمور تسير باتجاه الضغط الميداني في ظل رفض المقاومة لهذا السلوك الإسرائيلي".

وأشار أبو عامر إلى أن توتر الوضع الميداني يبدو واضحاً وتفسيره إما أن الوسطاء قد عجزوا أو يعملون كرسل أو وسطاء "لإسرائيل" عند المقاومة، مستكملاً: "لاشك أننا أمام تطورات ميدانية متلاحقة والمقاومة لا ترغب في إعادة التوتر للمنطقة لكن الابتزاز الإسرائيلي لا يترك لها الكثير من الخيارات".

وبين أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة أن المقاومة تراقب الواقع الذي يعيشه السكان في غزة في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وإغلاق المعابر وعدم صرف المنحة القطرية، في حين يلعب الإسرائيليون على وتر الضغط على القاعدة الشعبية للمقاومة.

هدوء هش

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي هو بالأساس هش، عدا عن المماطلة الإسرائيلية وعدم الالتزام بالتفاهمات التي كانت سائدة قبل معركة سيف القدس.

ورأى الصواف في حديثه لـ "شبكة قدس" على أن حديث السنوار الواضح عن فشل اللقاء مع الأمم المتحدة يعكس محاولات الاحتلال ابتزاز المقاومة، مستكملاً: "المقاومة عند موقفها أنه إذا لم يتم تخفيف القيود إلى ما كانت عليه قبل معركة سيف القدس فإنها ستدخل سواء بالمقاومة الخشنة أو يتطور الأمر لشيء أبعد من ذلك في إشارة للمقاومة المسلحة".

وأكد الكاتب والمحلل السياسي على أن جوهر المشكلة بالأساس لدى الاحتلال الذي يماطل ويحاول الابتزاز، لكن المقاومة لديها ما تقوله سواء بالأدوات الخشنة أو بالمقاومة المسلحة، متابعاً: "إذا لم يدرك الاحتلال الرسائل الذي وصلته في سيف القدس، فالمقاومة حددت شروطها وموقفها وبالتالي فإننا مقبولون على تصعيد أوسع".

واستدرك قائلاً: "ما جرى هو فشل في مرحلة من مراحل التفاوض ولا يعكس فشل كل المفاوضات ولابد من وضع الجمهور بشكل صريح في كل المجريات، والسنوار كان صريحاً وهذه الصراحة يجب أن تكون حاضرة في كل ما يتعلق بالواقع في غزة".

ورجح الصواف أن تلجأ المقاومة في البداية للضغط عبر الأدوات الشعبية الخشنة سواء البالونات الحارقة والمتفجرة وفعاليات الإرباك الليلي مع استمرار الحوار عبر الوسطاء وفي حالة لم يأت الحوار بالنتائج المرجوة فستلجأ حينها للحل العسكري.

أسوأ المراحل

من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان هاني البسوس أن الأوضاع الميدانية في قطاع غزة تبدو في أسوأ حالها، معتبراً أن وضوح السنوار دليل على مدى الضغط الواقع على فصائل المقاومة.

وقال البسوس لـ "شبكة قدس" إن عودة الفعاليات الشعبية مثل "الإرباك الليلي و البالونات الحارقة" رغم التهديد الإسرائيلي بالقصف، مقابل البالونات الحارقة، يعني أن هناك تطوراً ميدانياً قادماً إذا لم يتدخل الوسيط للضغط على "إسرائيل" للتعاطي مع المطالب الفلسطينية.

ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس أن السيناريوهات تتراوح بين تشديد الحصار والحرب على غزة، مبيناً أنه من المحتمل أن يكون الهدف الإسرائيلي هو الضغط على حماس لعقد صفقة تبادل أسرى بمقاييس إسرائيلية.

وتابع البسوس حديثه بالقول: "أسلوب التشديد والتشدد جاء من الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تحاول أن تثبت يمينيتها للجمهور الإسرائيلي"

#حماس #المقاومة #القسام #يحيى_السنوار #سرايا_القدس