شبكة قدس الإخبارية

في فلسطين.. مطلوب سجن للإيجار

1-101

فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: ينشر الناس في العادة إعلانًا للسؤال عن بيت للشراء أو الإيجار من أجل أن يجمع شمل أسرة تؤسس لحياةٍ مستقرة، لكن في الحالة الفلسطينية كل شيء يختلف عن الحياة الطبيعية للبشر.

في فلسطين ٤٨ انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إعلان غريب، حيث يبحث أصحاب الإعلان عن منزلٍ للحبس، وفقًا لمواصفات خاصة يُحددها إسرائيلي في جلسة محكمة وفي حال كان السجن المُقترح من الأهل غير مناسب لا يقبل به.

ستة سجون حتى اللحظة مُقترحة لتكون بديلًا عن السجن الحديدي الذي تقبع به الأسيرة الفلسطينية آية الخطيب وسط دعوات من مُحبيها بأن يقبل الإسرائيلي بأحدها لتخرج من سجنها المحاط بالسجانين لسجنٍ يُسمى “الحبس المنزلي”.

ونظرت محكمة الاحتلال الإسرائيلية في حيفا  بـ طلب محامي الأسيرة آية الخطيب من قرية عرعرة تحويلها للحبس المنزلي في الجلسة الأخيرة التي عُقدت الأربعاء الماضي 9/6/2021.

وجاءت موافقة المحكمة على الحبس المنزلي في هذه الجلسة شريطة إبعاد الخطيب عن بلدتها عرعرة مسافة لا تقل عن 30 كم، بالإضافة إلى وضع شروط معقدة على المنزل الذي ستقضي فيه آية حبسها المنزّلي.

وقال زوج الأسيرة علي عمر: “في البداية لم توافق المحكمة على طلب تحويل آية للحبس المنزلي مدعيةً أن لدى آية قدرات خاصة على التأثير في محيطها”.

وتابع: “وافقت المحكمة في آخر جلسة على طلب الحبس المنزلي نتيجة طول المحاكم التي كانت متعطلة لفترة من الزمن ولكن اشترطت المحكمة إبعاد آية عن بلدتها ووضعت شروطًا على المنزل الذي ستجلس فيه”.

وأضاف عمر، أن المحامي عرض على المحكمة الأربعاء الماضي منزلًا كي تخرج إليه آية للحبس المنزلي لكنّ المحكمة لم توافق على المنزل بحجة مخالفته للشروط التي قررتها المحكمة”.

ويتابع، “المحكمة تشترط ألا يكون صاحب المنزل الذي ستقضي فيه آية حكمها له أي توجهات سياسية أو فكرية، بالإضافة إلى استصدار تصاريح تنفي وجود أي سوابق جنائية أو أمنية على صاحب المنزل”.

ويلفت علي عمر: “هذه الشروط التي تتعلق بأصحاب المنزل في المرحلة الأولى، أما في المرحلة الثانية هناك شروط تتعلق بالأمور التقنية في المنزل، كوجود خط هاتف أرضي لتركيب إسوارة تقنية عليه، وسيتم فحص المنازل المعروضة على المحكمة عن طريق وحدة القيد الإلكترونية”.

ويضيف أن العائلة مع المحامي استطاعت حتى الآن إيجاد 6 منازل وبدأت بعملية وضع المعلومات الأولية اللازمة عنها، بالإضافة إلى إنهاء إجراءات وترتيبات استصدار التصاريح الخاصة بأهالي المنازل من الشاباك وأجهزة “أمن إسرائيل”.

ويؤكد على أن المنازل موزعة على عدة مناطق منها كفركنا وقلنسوة وعبلّين والمشهد ويقول، “عُرض علينا منزل في حيفا أيضًا”.

ويتابع: “هذه المنازل استطعنا تأمينها بعد نشرنا على مواقع التواصل الاجتماعي وطلبنا المساعدة في الوصول لأسماء أناس يستطيعون التعاون معنا”.

ويؤكد على أن المحكمة لم تضع شروطًا صعبة فقط على المنزل، وإنما قامت بتعجيز العائلة حول الكفلاء إذ رفضت المحكمة عدة كفلاء بحجة أن لهم توجهات سياسية تم عرضهم على المحكمة ومنهم عائلة آية الخطيب.

وقال: “في النهاية وافقت المحكمة على كفيلين ووضعت مبلغًا صعبًا حوالي 50 ألف شيكل بالإضافة لتوقيع كل كفيل على مبلغ حوالي مليون شاقل”.

ويتابع علي عمر أن الجلسة القادمة للمحكمة ستُعقد بعدما يتم تأمين المنازل بشكل كامل وتقديم طلب من قبل المحامي للنظر فيها.

الحبس المنزلي..استهداف للمعتقل وعائلته

وحول الضغط المادي والمعنوي الذي يمكن أن تُعاني منه العائلات والمعتقل بسبب شروط الحبس المنزلي والإبعاد أو شروط الكفالة والمبالغ العالية، تقول الأخصائية النفسية والمجتمعية أسرار كيّال، “تتعمد السلطات إعطاء أحكام كثيرة للحبس المنزلي”.

وتضيف: أن هذه السياسة تتضمن تحييد المعتقل عن الشارع والضغط على عائلته، حول تفكيرهم بكيفية دفع كفالة خروجه في البداية، خاصة أن بعض العائلات قد لا تكون مجهزّة للدفع”.

وتتابع أن هذا الحبس يأتي بعد سلسلة طويلة من جلسات المحاكم والتأجيل والقرارت المختلفة في كل جلسة ما يُسبب ضغطًا نفسيًا على المعتقل وعائلته.

وتلفت إلى أن المحكمة تُلزم عائلة المعتقل بضرورة تواجد فرد من عائلته معه في الحبس المنزلي، وهذا ما يخلق عبئًا ماديًا ومعنويًا ويُسبب شعورا بالذنب للمعتقل.

وفي جانبٍ آخر تقول أسرار كيّال إن المعتقلين بعد خروجهم للحبس المنزلي هم بحاجة إلى الاحتضان والاحتواء الذي يمكن أن يتحوّل نتيجة ضعف الوعي لدى بعض الأهالي إلى سياسة اللوم، فتقول، “يمكن أن تتحول العائلة في بعض الأحيان إلى سجّان بعد قرارها بتأديب ابنها المعتقل”.

وتتابع: “الحالة الصعبة في الحبس المنزلي هي الإبعاد مع الحبس عندما تحتاج العائلة أن تلجأ لقريب أو صديق في منطقة أخرى لتأمين منزل مناسب… وهذا يخلق عبئًا إضافيًا على الأهل”.

وتضيف كيّال أن المعتقل في الحبس المنزلي قد تزيد مشاعره بالذنب بعد إحساسه بتعطيل مسار حياة عائلته، وأنه لم يكن المستهدف الوحيد في الاعتقال.

وتؤكد كيّال أن هناك مبادرات تعمل بشكل أساسي على الحالة النفسية للعائلات لتقّبُل ابنهم بعد خروجه من المعتقل، وتوعيتهم حول أهمية احتضانه.

وتقول، “هناك مبادرات لتعريف العائلات بأن لا جدوى من تحويل علاقتهم مع أبنائهم من احتضان إلى تمثيل دور السجّان”.

وتتابع، “والتوعية هذه تمر عبر تعريف العائلة بمركبات التأثير النفسي الذي قد يُصيب الأبناء، والتفكير بالتصرفات قبل القيام بها ومرجعتها بالتالي السيطرة عليها والتحكم بالسلوك الناتج عنها”.

المصدر: الجرمق الإخباري


 

#فلسطين #محكمة #اعتقال #سجن #احتلال