رام الله - خاص قدس الإخبارية: نجح تحالف نفتالي بنيت ويائير لابيد في الإطاحة برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو عبر تشكيل حكومة ائتلافية من 8 أحزاب أطلقوا عليها مصطلح "حكومة التغيير".
وتعتبر الحكومة التي سيتناوب بنيت ولابيد على رئاستها هشة وغير مسبوقة في تاريخ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1948، إذ لم تحصل الحكومة على دعم سوى 60 عضواً من أعضاء كنيست الاحتلال مقابل 59 عضواً معارضاً لها وامتناع واحد عن التصويت.
ويجمع مختصون ومراقبون للشأن الإسرائيلي في أحاديث منفصلة لـ "شبكة قدس" على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نفتالي بنيت هشة وضعيفة ولم يجمعها إلا هدف واحد وهو الإطاحة ببنيامين نتنياهو من سدة الحكم، فيما هناك اختلافات جوهرية في صفوف الأحزاب المتحالفة.
الإطاحة بنتنياهو
في السياق، يقول الصحفي والمراقب للشأن الإسرائيلي محمد بدر إن "الذي يجمع مركبات الحكومة الجديدة هو فكرة الإطاحة بنتنياهو، لكل من أعضائها قصة مختلفة مع الأخير، فمنهم من نكث بوعوده تجاهه كما في حالة غانتس، وآخر استعمله فترة كجسر لمرحلة ثم أفشله كما بينيت، وليبرمان مثلا استبعده نتنياهو من معسكره مقابل المتدينين، وبالتالي فإن علاقة نتنياهو مع قادة الأحزاب الأخرى والتي تتسم بالاستعلاء والاستعارة والاستخدام المؤقت هي التي قادت لتشكيل هذا المعسكر".
ويوضح بدر أنه "في البعد الاستراتيجي، مجتمع الاحتلال يعيش أزمة حقيقية عميقة، والأزمة التي يعاني منها النظام السياسي والحياة السياسية هي إحدى تجلياتها، فهناك أيديولوجيات تتوسع على حساب أخرى، كما في حالة التيار القومي الديني، وهذا ينعكس على النظرة للدولة وحقيقتها ووظيفتها وعلاقتها مع الدين وغيرها من القضايا، وهذه الأزمة أصبحت مزمنة وتتفاقم، وهشاشة التحالفات والحكومات أصبحت ظاهرة ولا ترتبط بحالة، ومصير هذه الحكومة الفشل ضمن هذه المعطيات".
وبحسب الصحفي والمراقب للشأن الإسرائيلي فإنه وعلى المستوى التكتيكي فإن بينيت شخصية ضعيفة ومترددة ولا يمتلك رصيد علاقات داخلية وخارجية، ولن يملأ الفراغ الذي تركه نتنياهو، والائتلاف الحكومي ككل هش.
وأردف قائلاً: "المعارضة قوية وناشطة وفاعلة على الأرض وقادرة على إحراج الحكومة في كثير من القضايا ومن بينها القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن هذه الحكومة تنتظرها تحديات كبيرة على المستوى الداخلي والخارجي، سواء في الملف الإيراني أو المقاومة في قطاع غزة ولبنان، وهذه ملفات قد تؤدي بها إلى السقوط".
حكومة شلل
من جانبه، يعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي أن الحكومة الجديدة هي حكومة شلل مكونة من تحالف 8 توجهات حزبية مختلفة ومتناقضة ومرتبطة بالأشخاص الموجودين داخل الائتلاف بشكل كبير للغاية.
ويضيف لافي لـ "شبكة قدس" أن من بين السيناريوهات القائمة، تصويت أحد أعضاء الائتلاف الحكومي ضد قرارات تريد الحكومة تمريرها أو الامتناع عن التصويت كما جرى خلال جلسة منح الحكومة الثقة حينما امتنع أحد أعضاء قائمة منصور عباس عن التصويت لصالح الحكومة.
ويردف قائلاً: "الاختلافات القائمة بين أعضاء الائتلاف الحكومي ليست اختلافات سياسية فحسب بل اختلافات أيديولوجية واضحة، هذه الحكومة تضم شخصاً إسلامياً عربياً مثل منصور عباس مروراً ببنيت المحسوب على الصهيونية الدينية وانتهاءً بحزب العمل المعروف بكونه حزباً يسارياً".
ويزيد لافي قائلاً: "هناك اختلافات في موضوع الدين والدولة والاستيطان بين أعضاء الائتلاف الحكومي، وعمل هذه الحكومة سيركز فقط على الموضوع الداخلي الإسرائيلي سواء الاقتصادي أو الاجتماعي ولن تكون الحكومة قادرة على إحداث تغييرات دراماتيكية في القضايا الخارجية".
ويشير المختص في الشأن الإسرائيلي إلى أن الحكومة قد تسقط في وقت مبكر خصوصاً مع حديث نتنياهو عن نيته شن معارضة شرسة حيث من المتوقع أن يضع ألغام كبيرة وسينجح في تحقيق ذلك في ظل وجود تباينات فكرية وأيدولوجية.
وبحسب لافي فإن بينيت يعتبر هو أول رئيس وزراء يلبس الكيباه غطاء "الرأس الديني" وأول رئيس حكومة من الصهيونية الدينية التي كانت تعتبر على هامش العمل السياسي، عدا عن كونه يعتبر أول رئيس حكومة لديه فقط 6 مقاعد في الكنيست.