فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: في كل عام تزامناً مع العطلة الصيفية، تطلق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة معسكرات ومخيمات لتدريب الأشبال، بهدف تجهيز "جيل التحرير"، كما تقول في إعلانات التسجيل، وتزويدهم بالمهارات القتالية الأساسية في مواجهة الاحتلال.
الفكرة الأساسية من معسكرات الأشبال كما توضح المقاومة، في أدبياتها التي تنشرها كل عام، إعداد الجيل الجديد من الفتيان على فكرة التحرير، وإبقاء ثقافة المقاومة حية في الأجيال الفتية والشابة، من خلال الدورات الثقافية والتاريخية التي تخلل المخيمات.
صباح اليوم، أعلنت كتائب القسام عن إطلاق التسجيل في مخيمات "طلائع التحرير"، للأشبال في قطاع غزة. تتضمن المخيمات تدريبات رياضية وعلى السلاح، ودورات تثقيفية وتربوية تتركز على تاريخ فلسطين والمقاومة ومواجهة الاحتلال.
معسكرات الأشبال في قطاع غزة، شكلت امتداداً للمخيمات التي اعتادت الثورة الفلسطينية منذ بداياتها، على إقامتها لتدريب وتوعية الفتيان الفلسطينيين.
تظهر الصور ومقاطع الفيديو التي توثق مراحل في تاريخ الثورة الفلسطينية، في أماكن انتشارها المختلفة، خاصة خلال مرحلة الوجود في لبنان، اهتماماً بتدريب الأشبال والفتية (ذكوراً وإناثاً)، بمختلف فئاتهم العمرية.
زودت معسكرات الأشبال قوات الثورة الفلسطينية بمئات المناضلين، أحدهم الفدائية دلال المغربي التي تدربت على يد القائد في حركة فتح علي أبو طوق، قبل أن تقود عملية فدائية في قلب فلسطين المحتلة، في آذار 1978.
كان "لأشبال الثورة الفلسطينية" أدوارٌ هامة في المواجهات المتعددة التي خاضتها الثورة الفلسطينية، مع جيش الاحتلال، ففي اجتياح 1982، اشتهر "أشبال الأر بي جي" الذين واجهوا بالقاذفات مدرعات الاحتلال خلال تقدمها إلى المخيمات ومواقع الثورة، وكبدوها خسائر فادحة.
بعد عودة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الضفة وقطاع غزة، عقب توقيع اتفاقية "أوسلو"، يقول شهود على تلك المرحلة، أن معسكرات لتدريب الفتية في العطلة الصيفية، انتشرت في مختلف القرى والمدن.
يروي من شاركوا في تلك المخيمات، أن هيئة التوجيه السياسي والوطني كانت هي من تشرف عليها، وتم تكليف مدربين معظمهم ممن شاركوا في معارك الثورة الفلسطينية بالخارج، لتدريب الفتية على الأسلحة الخفيفة وإلقاء الزجاجات الحارقة، بالإضافة لتثقيفهم سياسياً ونضالياً.
يرى من شهدوا تلك المرحلة، أنها كانت من أفكار جيل من المقاومين الذي عادوا من الخارج، وكانوا ما زالوا يؤمنون بمواجهة الاحتلال، وشارك عدد منهم في العمل العسكري خلال انتفاضة الأقصى.
وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000، ازدادات المخيمات الصيفية والمعسكرات التي تنظمها الفصائل الفلسطينية، وشكلت هذه المعسكرات نواة أولى للتثقيف السياسي والنضالي وإعداد جيل جديد في المقاومة، أكمل عدد منهم الطريق في مواجهة الاحتلال لاحقاً.
في إحدى أغاني الثورة الفلسطينية، تقول للزهرات والأشبال:
الثورة هي الأب ... هي الأخ ... هي الأم
بناتنا ما ركبت المراجيح
ولا لبست الفساتين
ولا مدت الإيد تطلب عيدية في صباح العيد
زهراتنا شمعة حنان بتقيد
على قبر كل شهيد
وتبوس صباح العيد
كل إيد تنزف رصاص ونار