القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: أعاد إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن مسار مسيرة الأعلام في محيط مدينة القدس المحتلة والساحات القريبة من المسجد الأقصى، بسنياريوهات التصعيد التي كانت سائدة قبل 11 مايو 2021، إلى الواجهة من جديد.
وذكرت قناة كان العبرية أن شرطة الاحتلال ومنظمي مسيرة الأعلام توصلوا إلى اتفاق حول المسار الذي سيسلكه المستوطنون في المسيرة يوم الثلاثاء القادم.
وبحسب القناة العبرية فإن المسيرة ستنطلق من شارع السلطان سليمان في القدس المحتلة ثم إلى باب العامود، فيما سيقوم المستوطنون بالرقص بالأعلام في ساحة باب العامود ثم سيكملون طريقهم إلى باب الخليل مروراً بباب الجديد، وستنتهي المسيرة في حائط البراق المحاذي للمسجد الأقصى المبارك.
وسبق وأن قرر المجلس الوزاري المصغّر في دولة الاحتلال “الكابينيت” تأجيل “مسيرة الأعلام” في القدس حتى الثلاثاء المقبل، على أن يتم الاتفاق بين شرطة الاحتلال والمنظمين للمسيرة على طريق بديلة لها، بعد أن كانت إقامتها في العاشر من حزيران الحالي، وتم إلغاؤها بأمر من شرطة الاحتلال.
ويتفق مراقبون ومختصون في الشأن الإسرائيلي على أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء المنتهية ولايته وضع الحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بنينت أمام الاختبار بأن أجل المسيرة إلى الثلاثاء المقبل - أي بعد أقل من يومين على توليها الحكم بشكل رسمي.
ويرى الصحفي المختص بالشأن الإسرائيلي محمد بدر أن نتنياهو ألقى كرة النار باتجاه بينيت من أجل إحراج الأخير مع جمهوره اليميني في حال قرر إلغاء المسيرة، وإن كان عكس ذلك يكون قد وضعه أمام اختبار أمني في ضوء تهديدات المقاومة بالتصعيد والتقديرات بتفجر الوضع في الضفة الغربية والداخل المحتل.
وأضاف أن نتنياهو يريد أن يضع الحكومة الجديدة في دائرة الانتقاد الداخلي وأيضا تحت ضغط الإدارة الأمريكية التي حذرت الحكومة الحالية من إقامة مسيرة الأعلام لما ذلك من تبعات أمنية محتملة في أكثر من ساحة.
ويعتقد الصحفي بدر أن نتنياهو يريد إغراق سفينة الحكومة الإسرائيلية الجديدة بشكل مبكر، إما بتصعيد مع المقاومة نتيجة إقامة مسيرة الأعلام، أو صراع داخلي نتيجة عدم إقامتها، والأخير بوادره جلية بين المستوطنين والحكومة الجديدة من خلال التحريض، ومن المهم التذكير أن الشاباك حذر من عمليات اغتيال داخلية.
وأشار إلى أن ما يعزز هذا الافتراض هو إعلان شرطة الاحتلال سابقا بأن مسار مسيرة الأعلام يحدده المستوى السياسي، وهذا يؤكد أن نتنياهو اختار مسارا استفزازيا من شأنه أن يفجر الأوضاع.
وقال إن نتنياهو لا زال يحلم باستعادة مكانته في رأس هرم النظام السياسي الإسرائيلي ويطمح بإجراء انتخابات داخلية سريعة في الليكود تبقيه زعيما للحزب ومن ثم إفشال سريع لحكومة بينيت يعيده لرئاسة الحكومة، وخلال هذا المسار لا ينوي خسارة معسكره اليميني والمستوطنين، لذلك وافق لهم على المسيرة لكنه اختار توقيتا محرجا لبينيت.
وأضاف أن المؤسستين العسكرية والأمنية غير جاهزتين لمثل هذا السيناريو غير متوقع النتائج، وهو ما دفع بهما للتوصية بعدم إقامة مسيرة الأعلام لكن نتنياهو لا مشكلة لديه في إدخال كل النظام والجمهور الإسرائيليين في دائرة الخطر من أجل مصالحه الشخصية.
مخطط نتنياهو
من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي الصحافي علاء الريماوي إن نتنياهو نجح في التنصل من المسؤولية وألقى بالمسيرة في مواجهة الحكومة الجديدة بعد تأجيلها لعدة مرات خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن كانت من عوامل تفجير الأوضاع خلال مايو الماضي.
وأضاف الريماوي لـ "شبكة قدس" أن منظومتي الأمن الإسرائيلي والشاباك والحكومة الجديدة بزعامة بنيت وشريكه يئير لابيد أمام تحدٍ كبير بسبب تزامن المسيرة مع تسلمهما زمام الحكم، مشيراً إلى أن آلية تعامل الحكومة الجديدة سيشكل محدداً رئيسياً للأوضاع.
وأردف قائلاً: "الاحتلال لا يغفل موقف المقاومة الفلسطينية التي تعتبر لاعباً رئيسياً في المشهد في مدينة القدس بعد تهديداتها الأخيرة بشأن مراقبتها لما يجري في المدينة".
وأوضح أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تراقب ردود فعل المقاومة وتهديداتها وتتعامل معها بشكل حقيقي وجدي، مبيناً أن إمكانية تأجيل المسيرة أو حتى تغيير مساراها من جديد سيظل قائماً في ضوء موقف المقاومة الفلسطينية في غزة.
ورأى الريماوي أن الاحتلال يريد أن تتم المسيرة دون أن تندفع الأحداث نحو التصعيد من جديد كما جرى في مايو الماضي، لافتاً إلى أن ثمة خلافات واضحة بشأن المسيرة وتأثيرها على أمن المستوطنين الإسرائيليين نظراً لموقف المقاومة.