رام الله - خاص قُدس الإخبارية: اعتبر المختص في الشؤون الإسرائيلية، عصمت منصور، أن التسجيل الذي نشرته المقاومة عبر برنامج "ما خفي أعظم" لصوت أحد جنود الاحتلال الأسرى؛ صد محاولات "إسرائيل" ربط ملف الجنود الأسرى بملف الإعمار.
ويرى منصور في حوار مع برنامج "المسار" الذي يبث عبر "شبكة قدس"، أن التسجيل يأتي أيضاً في إطار "استعداد المقاومة لعقد صفقة التبادل".
وأكد أن التسجيل فضح "إسرائيل" التي قالت إن الجنود "أموات" وإنها غير مستعجلة لعقد الصفقة، وأوضح: مزاعم حكومة الاحتلال أثرت على المجتمع الإسرائيلي، على عكس قضية الجندي جلعاد شاليط الذي تحركت من أجله تظاهرات ضغطت على حكومة الاحتلال لتسريع صفقة التبادل.
وأشار إلى صعوبة اعتراف "إسرائيل" بالتسجيل لأنها "وضعت نفسها في موقف صعب بعد أن أعلنت بسرعة أن الجنود الأسرى أموات، ويعتقد منصور أن "الثمن الذي ستدفعه "إسرائيل" في الصفقة، سيخلق أزمة ثقة بين جيش الاحتلال والرأي العام والطبقة السياسية لدى الاحتلال، وهذا سيصدع الثقة بين كل المستويات في "إسرائيل".
وتابع: صفقة شاليط وما سبقها من صفقات شكلت حالة جدلية لدى الاحتلال، ودائماً ما تُشكل لجان بعد كل صفقة لوضع "معايير" لعقد صفقات في المستقبل، ولكن دائماً هذه المعايير تسقط خلال المفاوضات مع المقاومة، التي تحاول كل مرة أن تكسر القاعدة التي تضعها المقاومة، ولكن أمام هشاشة وضعف الجمهور الإسرائيلي، دائماً ما يتراجع الاحتلال.
وقال: بالنسبة لـ"إسرائيل" تنظر إلى خطورة القضية التي سجن عليها الأسير، وصفقة "شاليط" حققت إنجازاً كبيراً، بعد أن تجاوزت المقاومة كل الظروف والحصار والضغوط، وعادة في الصفقات الماضية "إسرائيل" تبدأ بالضغط ثم تحاول أن تحصل على ورقة مساومة مثل خطف قائد بالمقاومة، واستطاعت المقاومة صد كل محاولاتها وحافظت على الجندي رغم كثافة العمل الاستخباراتي الإسرائيلي وصغر حجم غزة، ولذلك لم يبق أمامها سوى الموافقة على عقد الصفقة، بعد أن استخدمت المقاومة أدوات ومبادرات لتحقيق مطالبها بحد أدنى.
وأكد أن "الاحتلال يريد من خلال القضايا الإنسانية أن يضغط على المقاومة، لعقد صفقة بشروطه، عن طريق الابتزاز، وقد حاول فرض هذه المعادلة بعد كل حرب، وكانت تفشل والمرة أعتقد أنها ستفشل أيضا".
وعودة إلى التسجيل، قال: المسؤول عن ملف المفقودين في مكتب نتنياهو اعتبره حرباً نفسية وردد المحللون العسكريون هذه الرواية خلفه كالببغاء، وأضاف: بالعودة إلى صفقات التبادل، "إسرائيل" لا تعلن عن جنودها أنهم أموات إلا ضمن عملية محمية بقوانين دينية وعسكرية، لا تستطيع كدولة أن تترك جندياً في الأسر إلا حين تكون لديها أدلة قاطعة، مثلاً رون أراد لم تعلن أنه ميت حتى اللحظة.
وتابع: في حالة غزة أعلنوا أن الجنود أموات والمقاومة أشارت إلى أنهم أحياء، أن يخرج الصوت ويوحي أن أحد الجنود أحياء، يعني أن المؤسسة العسكرية والسياسية والدينية كذبت وأن لجان تحقيق يجب أن تشكل.
وحول احتمالات عقد صفقة التبادل مع الحكومة المرتقبة لدى الاحتلال، قال: لا أحد قادر على التنبؤ بدقة، لكن الحكومة المقبلة ستكون "حكومة شلل"، ولن تقدم على خطوات كبيرة، لأنها مكونة من تناقضات، والظاهر أنها ستهتم بإصلاح ما أفسده نتنياهو داخلياً، وهذه القضايا هي ما توحدها، لكن مثل هذه الحكومات قد تكون قدرتها على تحمل الضغوط أقل، ويمكن أن تقدم على خطوات معينة.