رام الله - خاص قُدس الإخبارية: قال رئيس نادي الأسير، قدورة فارس، إن محاولات حكومة الاحتلال لدفع الأسرى للضغط على المقاومة في قضية الجنود الأسرى، فشلت، بعد إخفاقها في الوصول لهم عن طريق العمل الاستخباراتي والعسكري.
جاءت تصريحات فارس في حديث مع برنامج "مسار" الذي تقدمه الزميلة لينا أبو حلاوة عبر "شبكة قدس"، وناقش في حلقته الجديدة الوقائع السياسية التي ستحكم المقاومة الفلسطينية في التعامل مع صفقة الأسرى، والظروف التي ستؤثر في قرارات العدو في هذا الملف.
وأشار إلى أن "الأسير يعيش على الأمل ولديه يقين أن الثورة ستحقق الانتصار، وعلى طريق الحرية والنصر الأسرى مؤمنون أنهم سيتحررون من السجون، والتجربة الطويلة للثورة الفلسطينية عززت لديهم هذه القناعة".
وأكد رئيس نادي الأسير أن الأسرى وعائلاتهم لم "يشكلوا يوماً أي عامل ضغط على المقاومة"، وأضاف: "إسرائيل" عملت على أن تتحول قضية الجنود المأسورين إلى عبء على المقاومة، من خلال توظيف قضية الحصار، واعتقدت حكومة الاحتلال أنها ستنجخ من خلال جمع معلومات استخباراتية في أن تعيد الجنود الأسرى عن طريق عملية خاصة، وقد فشلت هذه المساعي، لذلك حاولوا أن يدفعوا 2 مليون فلسطيني في غزة للضغط على المقاومة، لكن هذا لم يحدث.
ويرى فارس أن المرحلة الحالية وصلت إلى أن "إنجاز صفقة تبادل ممراً إجبارياً لاستيفاء بقية الخطوات اللاحقة، فيما يتعلق بالإعمار وغيرها من القضايا، ولن يعود الجنود إلا إذا تحققت شروط المقاومة بالإفراج عن الأسرى".
وحول التسجيل الذي بثته المقاومة لصوت أحد الجنود الأسرى، خلال برنامج "ما خفي أعظم"، قال: اعتقد أن الرسالة وصلت وحققت غاياتها، وكان الغضب واضحاً في ردود فعل المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، التي وصفت هذه الخطوة من جانب المقاومة بأوصاف "غير دبلوماسية".
وأكد أن محاولات "إسرائيل" تشكيل ضغط على المقاومة وإرضاء عائلات الجنود بتصدير أوهام لهم فشلت، وتحول الضغط عكسياً عليها، وأوضح: عندما يقول جندي "أنقذونا" بطريقة استجداء يثير عواطف المجتمع الإسرائيلي، خاصة أن الأجهزة الأمنية لدى الاحتلال تحاول إدارة المفاوضات بعيداً عن ضغط "الرأي العام".
وأردف قائلاً: وآمل أن يكون لدى المقاومة خطوة أخرى لتكثيف الضغط في هذه المرحلة الحساسة، لإنجاز عقد الصفقة بشكل أسرع، لكن هم أعلم بظروفهم، والتسجيل حقق أهدافه وأظن أنه سيترجم في المفاوضات، قد يلمس الوفد التفاوضي في القاهرة بعض من نتائج التسريب.
وعودة إلى تاريخ المقاومة الفلسطينية مع صفقات التبادل، قال: منذ بداية الثورة الفلسطينية أخذت على عاتقها تحرير الأسرى، وكانت أولى صفقات التبادل بالإفراج عن أحمد حجازي مقابل مستوطن، وكانت التوجيهات للخلايا التي دخلت إلى الأراضي المحتلة أنه في حال تمكنت من احتجاز أسرى لإجراء عمليات تبادل فلتفعل.
وتابع: المبدأ الذي وضعته "إسرائيل" أن لا تفاوض مع خاطفي جنود على الأرض الفلسطينية، كسر في صفقة "شاليط"، وسيكسر مرة أخرى في المستقبل.
وأكد أن الحركة الوطنية يجب أن تبقى ملتزمة بالإفراج عن الأسرى، وقال: سجلنا انتقادات بإبقاء أسرى أكثر من 40 عاماً في الاعتقال، وهذه قضية يجب أن نتوقف أمامها.
وأشار إلى التحول في الوعي الفلسطيني من "عقلية الأسير إلى عقل الآسر"، وأوضح: هذا مهم للغاية وقد عاش الشعب الفلسطيني هذه الروح والشعور بالندية في مرات سابقة وتم إحياء وإنعاش هذا الشعور، أن مسألة الندية آخذة في التحقق، وفي أدبيات الثورة امتلاك زمام المبادرة،
وأضاف: عملية التبادل يفصلنا عنها وقت قد تطول أو تقصر، من منافعه اللإضافية غير أنه سيحرر أسرى، أنه يعزز لدى الشعب الفلسطيني بحتمية فكرة الانتصار، عندما نقرأ سلوكنا والمعطيات الماثلة أمامنا نتأكد أننا منتصرون، اليوم نتحدث عن تحرير الأسرى، سيأتي يوم نتحدث عن تحرير فلسطين ومقدساتنا، والانتصارات تراكمية وانتصار شعبنا سيتحقق تراكمياً.
وأردف: عندما نتكلم عن صفقة نتحدث عن عملية "مساومة" والمقاومة تحاول رفع الثمن بنوعية المناضلين الذين تطالب بهم، والاحتلال يحاول العكس، لدينا أسرى أبطال أوجعوا الاحتلال، وقضاياهم تثير الرأي العام لدى الاحتلال، وعند عقد الصفقة ستحصل انتقادات كبيرة لحكومة الاحتلال، والصفقة القادمة هناك أسرى مثل إبراهيم حامد، ومروان البرغوثي، وعباس السيد، ومحمود عيسى، وأحمد سعدات وغيرهم يجب أن يكونوا في الصفقة، بعد أن لم تشملهم الصفقة الماضية.