فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: توَج عضو "الكنيست" منصور عباس سلوكه السياسي بالتقارب مع الأحزاب الصهيونية، بإعطاء التوصية لتشكيل الحكومة لرئيس حزب "يمينا" نفتالي بينت، المعروف بمواقفه المعادية للفلسطينيين وتفاخر بقتله للعرب خلال خدمته في جيش الاحتلال، ورئيس حزب "ييش عاتيد" يائير لابيد.
شخصيات ونشطاء في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، أكدوا أن سلوك منصور عباس السياسي تتويج لسياسة الدخول في "الكنيست"، والتوصية على مجرمي حرب الاحتلال بذريعة "التكتيك السياسي"، وبدأت بالتوصية على وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، من جانب القائمة المشتركة.
وفي سياق الإدانات لقرار منصور دعم بينت ولابيد، قال المحامي خالد زبارقة: "عضو الكنيست منصور عباس لا يمثلنا ونبرأ الى الله من نهجه الجديد وسلوكه المريب".
من جانبه، اعتبر الناشط عمر عاصي أن "الذي لا يرى في نهج الكنيست مُشكلة، فلا يستغرب مما يفعله منصور عباس وحزبه، فهذا نهج الكنيست وهذه قواعد اللعبة، في نموذج الكنيست".
وتابع: "صرنا نستغرب جدًا جدًا، كيف لمنصور عبّاس أن يوافق على دخول ائتلاف الحكومي، وكأن هذا لم يكن متوقعًا، مع أننا لو تأملنا "نموذج الكنيست" وتسلسل وتطوّر علاقة أعضاء الكنيست العرب بالكنيست لفسّر لنا الكثير ولتنبأ لنا بأن القادم يُمكن أن يكون أعجب و"أصعب".
وقالت الناشطة نسرين طبري: "لا أصدق، ولا أريد أن اصدق، أن ما يقارب 170 ألفاً من أبناء وبنات شعبي الذين صوتوا للقائمة الموحدة، كانوا على علم أن منصور عباس سيقدم قدسهم ومقدساتهم وأراضيهم وبيوتهم هويتهم وتاريخهم وحقهم في البقاء في أرض أجدادهم، على طبق من الذل لنفتالي بينيت، "زعيم حزب البيت اليهودي" صاحب المقولة الشهيرة "قتلت الكثير من العرب في حياتي ولا توجد مشكلة مع هذا الأمر"، ولبقية أفراد عصابته الفاشية التي لا تقل بطشًا وتطرفًا وعنصرية منه ومن نتانياهو، مقابل وعود بحفنة من الملايين أو حتى الملياردات".
وأكد الناشط في "أبناء البلد"، أنيس صفوري، أن خطوة منصور عباس تعبر عن "الخضوع والاستسلام للحالة الصهيونية"، وقال في حديث لموقع "الجرمق": "نُحمّل المسؤولية للقائمة العربية الموحدة والحركة الإسلامية الشق الجنوبي كيف ترضى الوصول إلى حالة الخضوع السياسي للكيان الصهيوني بهذه الدرجة”.
واعتبر الكاتب سليمان أبو ارشيد في مقال له بعنوان: "إسقاط نتنياهو: الثمن والنتيجة": كان واضحا أن "نهج التأثير" الذي تبلور داخل القائمة المشتركة منذ تأسيسها عام 2015 وقام على إسقاط القضية الوطنية الفلسطينية، وفصلها عن القضية المدنية المعيشية ومقايضتها بها، وترجم بالتوصية على الجنرال غانتس، وعلى يائير لبيد لاحقا؛ سيفضي إلى النتيجة التي أفضى إليها بتوقيع أحد الأحزاب العربية (القائمة الموحدة) على اتفاق للمشاركة في حكومة إسرائيلية صهيونية.