غزة - خاص قدس الإخبارية: فتح تسلل سرب من طائرات "كواد كابتر" المسيرة، فجر الجمعة 4 يونيو 2021 إلى قلب مدينة غزة بشكل مفاجئ من الاحتلال الإسرائيلي، باب التساؤل عن خطورة هذا النوع من الطائرات والآلية التي تعمل بها.
وظهرت طائرة كواد كابتر لأول مرة وبشكل مفاجئ عام 2018 خلال مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار إذ كان الاحتلال الإسرائيلي يستخدمها في حينه لتصوير المتظاهرين وإلقاء قنابل الغاز من الجو تجاه المشاركين في المسيرة.
وخلال السنوات الماضية كانت المقاومة الفلسطينية تتبع آلية الحزام الناري كوسيلة لإسقاط هذا النوع من الطائرات في ظل عدم وجود حلول فنية متوفرة حتى اللحظة للتعامل معها، نظراً لصغر حجمها والتطور الكبير الذي أدخله الاحتلال عليها.
ولم يتوقف عمل هذه الطائرات عند التصوير وإلقاء قنابل الغاز، إذ طور الاحتلال أجيالاً جديدة من هذه الطائرات بأحجام ووسائل تقنية جديدة، واتضح ذلك في عملية الاغتيال التي نفذت بحق أحد قادة المقاومة وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا عبر طائرة "كواد كابتر" مفخخة كانت تحمل موداً شديدة الإنفجار.
وقبل بضعة أشهر استشهد عدد من الصيادين نتيجة انفجار طائرة كواد كابتر مفخخة علقت في شباكهم خلال عملهم في بحر خانيونس، وهو ما يدلل على خطورة هذا النوع من الطائرات بسبب قدرتها على التخفي والانفجار رغم سهولة إسقاطها
وبحسب مصادر "شبكة قدس" فإن المقاومة الفلسطينية تتعامل بحذر شديد مع هذه الطائرات حتى بعد إسقاطها إذ تحذر عناصرها من الاقتراب المباشر دون اتخاذ التدابير الأمنية اللازم خشية من انفجارها بشكل مفاجئ كونه يتم التحكم بها عن بعض وقدرتها على التخفي والوصول إلى مناطق حساسة.
استخدام متعدد
في السياق، قال المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة لـ "شبكة قدس" إن الكواد كابتر هي طائرات يستخدمها الاحتلال عسكرياً في عدة محاور وأهداف منها الاستطلاع ومنها الاستهداف المباشر "المفخخة" للاغتيالات ونقل بعض الأدوات سواء كانت ترسل للمتعاونين معه أو زرع بعض أجهزة التنصت.
وأضاف أبو زبيدة أن هذه الطائرات هي جزء من الطائرات المسيرة التي يمتلكها الاحتلال الإسرائيلي، تعمل على مستويات متدنية بعكس طائرات الاستطلاع التي تعمل في ارتفاعات شاهقة، عدا عن كون هذه المسيرات تمتاز بحجمها الصغير وهناك أحجام متوسطة وكبيرة، وبعض الطائرات بأحجام صغيرة لا ترى وتستطيع المناورة والدخول في الأحياء الشعبية والمواقع والمنازل من خلال النوافذ.
وأردف: "ما جرى بالأمس هو استعراض قوة ومحاولة إرباك ورد فعل المقاومة أظهر استعدادها وجهوزيتها وأنها في درجة عالية في التعامل معها".
مناورة عسكرية
من جانبه، قال الباحث في الشأن الأمني د. إسلام شهوان إن ما قام به الاحتلال الليلة الماضية هو مناورة بـ "القوة العسكرية" حاول الاحتلال من خلالها استعراض قوته بهذا النوع من الطائرات الذي دخل إلى الخدمة قبل 4 سنوات.
وأوضح شهوان لـ "شبكة قدس" أن الاحتلال أراد ارباك المقاومة وإحداث عنصر المفاجئة حينما أدخل هذا النوع إلى الخدمة، مردفاً: "للأسف الاحتلال استخدم هذه الطائرات في بعض عمليات الاغتيال سواء اغتيال القائد أبو العطا أو تنفيذ بعض المهام الاستخباراتية الميدانية".
وزاد قائلاً: "منذ عامين هناك اعتماد كبير جداً على هذه الطائرات، والملفت للانتباه هو استخدام الطائرات كنظام انتحاري بعد أن تم استخدامه في بداية الأمر كاستخباراي تجسسي ويمكن تفجيرها عن بعد".
وأوضح المختص في الشأن الأمني أن هذه المسيرات أصبحت ذات فاعلية وما جرى من استعراض للقوة العسكرية يرغب في اختبار قدرات المقاومة ومحاولة اكتشاف المصادر النارية التابعة لها للتعامل معها مستقبلاً وضربها أو أن الاحتلال أراد استهداف شخصية معينة أو امتلك معلومة استخباراتية.
وبحسب شهوان فإن ما يميز الكواد كابتر سهولة وصولها إلى مركز المدن والأخياء الشعبية وقدرتها على التحليق لفترات طويلة وإمكانية اطلاقها من البر أو البحر وحملها لمواد شديدة الانفجار وهبوطها إلى مستويات متدنية وصعوبة رصدها في بعض الأحيان.
ووفقاً للمختص في الشأن الأمني فإن المقاومة تحاول في العام الأخير إيجاد آلية فنية تمكنها من عرقلة عمل هذه المسيرات، وتتبع حالياً إنشاء الحزام الناري للتصدي لها بمجرد رصدها ما مكنها من إسقاط عدد منها خلال الفترة الأخيرة.