الضفة المحتلة - قُدس الإخبارية: في مواجهة حملة الاعتقالات التي يحاول الاحتلال استنزاف الضفة المحتلة بها، قرر نشطاء وأسرى محررون التمرد ورفض الاستجابة للاستدعاءات وعدم الاستسلام للاعتقال.
بعد الهبة الشعبية الأخيرة التي عمَت أرجاء فلسطين، أطلق جيش الاحتلال حملة اعتقالات في الداخل والقدس والضفة، ورغم أن حملات الاعتقالات لا تتوقف في الضفة، إلا أنها كانت هذه المرة واضحة في هدفها وهو منع توسع المواجهات وتفجر انتفاضة جديدة.
في الأيام الماضية، اقتحم جيش الاحتلال منزل القيادي في حركة حماس جمال الطويل، في مدينة البيرة، عدة مرات في محاولة للضغط عليه من أجل تسليم نفسه، واعتقل اثنين من أبنائه من أجل هذه المهمة، إلا أن الطويل أصر على الرفض.
أمضى الشيخ الطويل سنوات في سجون الاحتلال، الذي يعتقل ابنته الصحفية بشرى الطويل أيضاً، معظمها في الاعتقال الإداري الذي استنزف أعمار آلاف الفلسطينيين.
ورغم ضغوط الاحتلال على عائلته واعتقال نجليه، صمم الشيخ على البقاء في الميدان والمشاركة في الفعاليات الشعبية، ووجه عبر مقطع مصور رسالة للجماهير لحثها على المشاركة في مسيرة انطلقت من مسجد البيرة، يوم الجمعة الماضية.
قبل أيام، تعرض الأسير المحرر الصحفي إبراهيم أبو صفية، من بلدة بيت سيرا غرب رام الله، لتهديدات من ضابط مخابرات الاحتلال لإجباره على التوجه إلى المقابلة في معسكر "عوفر".
قصة الشيخ جمال الطويل تكررت مع أسير محرر (فضل عدم ذكر اسمه)، رفض تسليم نفسه للاحتلال وتعرض مع عائلته لتهديدات من ضباط مخابرات الاحتلال.
وكشف أن ضابط مخابرات الاحتلال الذي اتصل به أكثر من مرة، لإجباره على تسليم نفسه، أخبره أن الاحتلال لن يسمح بتوسع المواجهات في الضفة كما حصل في القدس والداخل وغزة.
أبو صفية أكد في مقطع مصور رفضه الخضوع لاستدعاء مخابرات الاحتلال، ووجه رسالة إلى المؤسسات الدولية والحقوقية لحماية الصحفيين الفلسطينيين من الملاحقات المستمرة.
وقال: "لن أذهب للمقابلة وأرفض الاستدعاء، ونحن كصحفيين نقوم بواجبنا بنقل الأخبار والصورة، والاحتلال يعلم أن الصحافة والإعلام أداة مهمة في الصراع، لذلك أدعو زملائي لرفض الخضوع للاستدعاءات".
تمثل الاعتقالات ركيزة أساسية في منظومة الإخضاع والسيطرة الاحتلالية، وتشكل تهديداً دائماً لاستقرار الفلسطيني وحياته وتحرم المجتمع الفلسطيني من بناء تراكم في العمل النضالي، واستنزافاً لنخبه السياسية والعلمية والمجتمعية.
في المقابل، يشكل رفض الخضوع للاعتقال والاستدعاءات استنزافاً من نوع آخر لاستخبارات الاحتلال، التي تجبر على بذل جهود كبيرة في ملاحقة المناضلين والنشطاء، وأكبر تجربة كانت في الانتفاضة الثانية، التي تطادر خلالها مئات الفلسطينيين وتسببوا بإرباك شديد لدى الاحتلال وأجهزته الأمنية والمخابراتية.
طوال تاريخ الصراع مع الاحتلال، واجه الفلسطينيون الملاحقات الأمنية والاعتقالات بوسائل مختلفة، بينها التخفي والاختباء وبعضهم نجح بذلك لسنوات طويلة، رغم امتلاك مخابرات الاحتلال أدوات وقدرات تجسسية عالية.