فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: أثارت مقابلة السفير الفلسطيني في إسبانيا كفاح عودة، مع إحدى القنوات الإسبانية وعدم مقدرته على إكمال المقابلة بسبب عدم إجادته للحديث باللغة الإسبانية، تساؤلات حول الدور الحقيقي الذي يقوم به السفراء في الخارج والميزانيات التي تصرف على السفارات من الموازنة العامة.
وما يلفت الانتباه أن رسالة السفارات الفلسطينية، كما يرد في الموازنة العامة، هو تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية بالخارج بشكل حضاري ويتماشى مع المفاهيم الديمقراطية والسياسية أمام العالم، وهو ما يعني أنها تتبع لمجموعة من التنظيمات الفلسطينية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير فقط وليس لكل فصائل وشرائح وتوجهات الشعب الفلسطيني.
وتقدّر ميزانية السفارات من الموازنة العامة بحوالي 245 مليون شيقل سنويا، يذهب منها 120 مليون شيقل كرواتب للموظفين، و42 مليون شيقل إيجارات للسفراء والعاملين، و58 مليون شيقل مصاريف تشغيلية أخرى غير الإيجارات، و16 مليون شيقل تحت بند منافع اجتماعية، مع الإشارة إلى أن ميزانية السفارات منفصلة عن ميزانية وزارة الخارجية التي تقدّر ميزانيتها بـ 68 مليون شيقل، من بينها 55 مليون شيقل رواتب للموظفين، وهو ما يكشف عن تضخم كبير في الكادر الوظيفي.
ويتضح من دراسة نشرها الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان" عام 2017 تحت عنوان "فجوة الرواتب في الوظيفة العمومية.. الواقع والإجراءات المقترحة لردمها" أن موظفي السلك الدبلوماسي من الفئات التي تتقاضى رواتب عالية مقارنة بباقي الموظفين، وهناك فجوة كبيرة بين رواتبهم وموظفي القطاع العام في السلطة الفلسطينية.
ويتقاضى السفير الفلسطيني -هناك أشخاص برتبة سفير وليسوا سفراء- راتب أساسي (حد أدنى) 13.9 ألف شيقل، والمستشار أول 10.6 ألف شيقل، والمستشار 9.2 ألف شيقل، والسكرتير الأول 7800 شيقل، والسكرتير الثاني 7300 شيقل، والسكرتير الثالث 6300 شيقل والملحق 5200 شيقل.
ويظهر أيضا أنه بالإضافة للعلاوات الأساسية على رواتب العاملين في السلك الدبلوماسي والتي تصل إلى 16% من الراتب الأساسي، يتم كذلك صرف علاوات غلاء معيشة تصل تتراوح بين 150% إلى 450% (قد تصل الزيادة بدل غلاء معيشة إلى 50 ألف شيقل) وبدل سكن بنسبة 50% ورسوم تعليم مدرسي بواقع 70%، وذلك بسعر صرف ثابت للدولار بقيمة 3.4 شيقل.
وفي مقابل هذا الضخ الكبير للمال على السلك الدبلوماسي الفلسطيني وجيش من العاملين فيه، يرى مراقبون أن الدبلوماسية الفلسطينية فشلت فشلا ذريعا في تصدير القضية الفلسطينية للعالم، بل على العكس من ذلك خسرت فلسطين دولا كانت مؤيدة تقليديا للفلسطينيين خاصة في القارة الإفريقية، ولم تستطع حشد موقف عربي رافض للتطبيع مع "إسرائيل" وموقف دولي رافض لصفقة القرن.
ودور السفارات يأتي أحيانا في سياق الاشتباه والاتهام، كما في حالة الشهيد عمر النايف الذي اغتاله الموساد في 2016 داخل السفارة الفلسطينية، وقد اتهمت عائلته والجبهة الشعبية التي ينتمي لها، السفارة الفلسطينية بمساعدة الموساد في عملية اغتياله. وقبل أسابيع ضجت وسائل التواصل الاجتماعي باعتداء أحد أفراد السفارة الفلسطينية في لبنان على لاجئة فلسطينية خلال وقفة احتجاجية نفذت أمام السفارة.
ويوضح مراقبون أنه لسد العجز الذي أحدثه الوجود الشكلي والمضر للسفارات، تبادر فعاليات ومجموعات شبابية تطوعية في تنظيم فعاليات وأجسام تنظيمية للتأثير على المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، ومنها من يعمل في الدبلوماسية العامة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، والقسم الآخر يستغل مركزه الاجتماعي أو الأكاديمي أو العلمي من أجل التأثير.