شبكة قدس الإخبارية

صرخات محمد الضيف في مدارس النزوح أملًا جديدًا وسط القصف والدمار

189291498_1921059801403501_1855359191186186216_n
دعاء شاهين

 

 غزة - خاص قُدس الإخبارية: من وسط الموت تولد الحياة مرة أخرى في غزة، لتبعث أملًا جديدًا على أنقاض الدمار، بينما كانت تقصف طائرات الاحتلال القطاع من كل حدبٍ وصوب تعالت زغاريد النساء في إحدى مدارس النزوح غرب غزة.

 وفجر الخميس الماضي قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بيوم واحد، جاءت البشرى بولادة محمد الضيف الرضيع الذي أنجبته والدته سهام الصفدي بعد أن نجت بأعجوبة حينما انهالت على مسكنهم قذائف الدبابات والصواريخ في منطقة العطاطرة، قرب الحدود الشمالية لقطاع غزة.

 يقول أدهم الصفدي والد محمد الضيف في حديثه لـ"شبكة قدس": "أطلقت على طفلي اسم محمد الضيف تيمنًا بالقائد العام لكتائب عز الدين القسام، والذي يمثل رمز المقاومة بالنسبة للفلسطينيين، وأتمنى أن يسير على نهجه عندما يكبر".

يضيف أدهم الصفدي بينما كان يحمل بين يديه طفله الرضيع ويربت عليه بهدوء: "فرحتي كبيرة لا توصف بولادة ابني محمد الضيف تبدلت، فبقدومه على هذه الحياة تبدلت أحزاننا ومخاوفنا إلى أفراح رغم القصف الذي كان على رؤوسنا، ورغم سقوط الشهداء هناك حياة جديدة تولد، فالحرب لا تكسر من عزيمتنا".

لم تكون ولادة محمد الضيف سهلة، بل كانت الأصعب حيث لم يتخيل والداه أنه سينجو من آلات القصف الإسرائيلية، خاصة أن والدته كانت تعاني كثيرًا قبيل ولادته، ما بين آلام المخاض وتوترها وخوفها من فقدان طفلها بسبب القصف الذي لا يفرق بين طفل أو امرأة أو كبير والذي يقصد اغتيال أحلام الغزيين.

يكمل الصفدي، والد الرضيع محمد الضيف، أن زوجته جاءها ألم المخاض بينما كانت تجلس في مدارس النزوح، وتم نقلها إلى مستشفى العودة شمال قطاع غزة، تحت حمم الصواريخ، فكانت صرخاتها تدوي بين ألم المخاض والخوف على جنينها.

وكأي عائلة كان يحلم أدهم الصفدي وزوجته سهام، أن يستقبلا طفلهما في غرفته الصغيرة التي جهزاها له طيلة تسعة أشهر، حيث يعمل أدهم سائقا على مركبة عمومية ويقضي متطلباته بمصدر دخل بسيط جدًا وكان يدخر ما يجني حتى يجهز لطفله الجديد غرفته.

يتابع أدهم الصفدي في حديثه لـ"شبكة قدس": كنت أتمنى أن يبصر طفلي النور وهو في غرفته الصغيرة، في منزلنا لكن كان نصيبه أن يولد في فصول إحدى مدارس النزوح".

 ويشير أنه كان قلقا عليه كثيرًا كون أماكن النزوح تفتقد لمقومات الحياة، فالبيئة مليئة بالأوبئة في ظل تفشي كورونا، وتنصل وكالة الغوث من القيام بدورها في تقديم الخدمات للنازحين.

وبينما كان يشرح أدهم معاناته كانت تجلس بجانبه والدته التي رافقت زوجته في ولادتها فهي الأخرى تقول "إن زوجة ابنها هربت بسرعة دون أن تأخذ شيئا حتى ملابس الطفل الرضيع".

وأضافت أن هذا ينذر بمؤشر خطير على حياة المولود الجديد، فهو بحاجة لرعاية خاصة هو ووأمه التي لا تزال تعاني من آلام الولادة، موضحة أنها قلقة جدًا على صحة محمد الضيف ووالدته.

وتشرح جدة محمد الضيف، أنها بالكاد وجدت الحاجيات الأساسية للرضيع وقت ولادته فجميع المحلات التجارية وحتى الصيدليات كانت مغلقة بسبب القصف، لكن رغم ذلك فرحتنا كبيرة بولادته.

ووفق رصد وزارة الإسكان والأشغال العامة فإن الاحتلال دمر 1041 مبنى سكنيًا بشكل كلي، و13500 بشكل جزئي، فيما  قصف 16 منزلًا على رؤوس ساكنيها دون سابق إنذار، واستشهد على إثر ذلك 89 من العائلات التي تسكن في تلك المنازل، بينهم 38 طفلًا، و31 سيدة كما شطبت عائلات بأكملها من السجل المدني.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ هجومًا عسكريًا على قطاع غزة، بتاريخ 10 مايو الجاري، بعد أن أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية صواريخ طالت بلدات فلسطينية محتلة، وذلك في محاول من المقاومة للرد على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المتكررة في القدس والشيخ جراح واقتحام المسجد الأقصى.

وأدى العدوان الإسرائيلي الذي استمر 11 يومًا على قطاع غزة وفق إحصائية وزارة الصحة، إلى ارتقاء 248 شهيدًا، بينهم 66 طفلا، 39 سيدة و17 مسنا، إضافة إلى إصابة 1948 بجراح مختلفة.

ووفق الأونروا فإن العدوان الإسرائيلي على القطاع أدى إلى نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني لجأ منهم 28 ألف و700 إلى مدارس تابعة للوكالة.

 

#غزة #شهداء #صواريخ #قصف #احتلال #هدم_منازل #محمد_الضيف