غزة - خاص قُدس الإخبارية: شهدت الساعات الأخيرة ما قبل إعلان المقاومة الفلسطينية عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع الاحتلال من خلال الوسيط المصري، مفاوضات صعبة فرضت فيها المقاومة شروطها، وفق ما يكشف مصدر فيها لـ قدس.
مصدر في المقاومة الفلسطينية كشف في حديث مع "شبكة قدس"، عن اللحظات الدراماتيكية التي كاد أن يفشل فيها اتفاق وقف إطلاق النار، قبل لحظات من إعلانه.
في الوقت الذي حاولت فيه حكومة الاحتلال المناورة بإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، يقول المصدر، أبلغت حماس مصر أن هذا يعني أن المقاومة ستواصل قصف المستوطنات والمدن المحتلة، مما أجبر حكومة الاحتلال على الموافقة على وقف إطلاق نار بشكل متزامن.
وأشار إلى أن مصر اتفقت مع الاحتلال والمقاومة على وقف إطلاق نار متزامن، يسبقه هدوء لمدة ساعتين، لكن جيش الاحتلال قصف أهدافاً في غزة فردت عليه المقاومة برشقات صاروخية استمرت حتى اللحظات الأخيرة.
وفي محاولة فاشلة لتحقيق صورة النصر في الساعات الأخيرة من المعركة، وجه جيش الاحتلال تهديدات لسكان 3 أبراج في غزة وطلب منهم مغادرتها لقصفها، يضيف المصدر، أن المقاومة أبلغت الوفد المصري أنها جاهزة لقصف أهداف الاحتلال من شمال فلسطين حتى جنوبها، حينها أجبر الاحتلال على عدم تنفيذ تهديده.
وتابع: بعد أن أبلغ الاحتلال الجانب المصري أن التهديد لن ينفذ، طلبت حماس ما هو أبعد من ذلك، ويتمثل بأن يتصل جيش الاحتلال للأهالي مجدداً وإبلاغهم بأن القصف لن يحدث وأن يعودوا إلى منازلهم. وأجبر إصرار المقاومة على هذه المطالب وتهديدها بتنفيذ قصف واسع ضباط المخابرات "الشاباك" الاتصال بالسكان والطلب منهم العودة لمنازلهم.
حتى اللحظات الأخيرة بقيت المقاومة جاهزة لتنفيذ تهديداتها، يؤكد المصدر، وقد أبلغت حماس الوسيط المصري أن الضربة ستبقى جاهزة إلى ساعة الصفر وأي قصف سيقابل بفتح النار على الاحتلال.
وكانت حكومة الاحتلال قد زعمت أنها أوقفت النار من جانب واحد، لكن التصريحات الرسمية التي صدرت عن الوسيط المصري والجهات الدولية فضحت روايتها أمام جمهورها الذي حاولت أن تخرج أمامه بصورة تدرء عنها حرج مسلسل الفشل والإخفاقات الذي منيت به خلال معركة سيف القدس.
وخلال معركة "سيف القدس" التي أطلقتها فصائل المقاومة للرد على جرائم الاحتلال في القدس والشيخ جراح والأقصى، توالت الانتقادات من محللين وقادة سابقين بالجيش وحكومة الاحتلال، على الأداء الفاشل خلال العدوان على غزة، وأكدوا أن المقاومة استطاعت الخروج بنصر من المواجهة.