رام الله - خاص قدس الإخبارية: لم يكن انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة "سيف القدس"، أمراً عادياً، إذ شكل الأمر بمثابة كسر للقواعد التي كانت مرسومة سابقاً في أذهان الجمهور الفلسطيني والعربي.
وشكلت هذه الجولة تعزيزاً لحضور المقاومة بكافة أذرعها وتشكيلاتها العسكرية بعدما تمكنت من فرض معادلات جديدة على الاحتلال الإسرائيلي، حينما بادرت بقصف القدس المحتلة وتل أبيب والعمق المحتل عام 1948 رداً على ما يجري في القدس المحتلة والمسجد الأقصى.
وأشاد مراقبون للشأن السياسي وأكاديميون فلسطينيون وعرب بما حققته المقاومة في هذه الجولة من نجاحات تخطت الأهداف التي رسمتها سابقاً، حينما أجبرت الاحتلال على التراجع خطوات كثيرة ونجحت في رسم قواعد اشتباك جديدة.
ففي السابق أكد قادة الفصائل الفلسطينية المحسوبين على تيار المقاومة أن أي جولة جديدة لن تكون كسابقتها وأن المقاومة باتت تمتلك جيشاً حقيقاً يمكنه الصمود في وجه القصف العشوائي الإسرائيلي وعدوانه الأجوف على المدنيين والمقدسات.
وكتب الباحث الفلسطيني كريم أبو الروس عبر صفحته في فيسبوك قائلاً: " ألمانيا ومبعوث الأمم المتحدة يفاوضون حماس ويصرون على إشراكها في المشاورات المتعلقة بالصراع".
وأردف قائلاً: "نعم حماس قادت الهبة الشعبية وأخذت مكانًا في المشهد السياسي إقليميًا ودوليًا وستأخذ حماس على المستوى الشعبي داخليًا تأييدًا أكبر من السابق لقدرتها على قيادة الميدان والاشتباك مع الاحتلال".
وتابع: "لا أقول ولا أعتقد أن حماس ستجني كثيرًا من هذه المفاوضات غير المباشرة إلا أنها تقدمت على منظمة التحرير والسلطة المترهلة التي يقودها الرئيس عباس غائبًا أو مُغيبًا".
وأشار إلى أنه في السياسة لا يمكنك أن تستمر في سياساتك المرفوضة شعبيًا لأنها مهما أعطتك شرعية دولية ستظل عاريًا أمام شعبك، وهذا مصير السلطة بعد هذه الهبة في القدس وغزة، سلطة عارية شعبيًا وشرعية محدودة دوليًا.
وكتب الأكاديمي والمحاضر في علم الاجتماع، بدر الأعرج: "إذا كان إتفاق أوسلو قد قسم الشعب الفلسطيني، وأضعف روح المقاومة لديه، بشكل لم يسبق له مثيل منذ عام 1993... فإن المواجهة البطولية التي خاضتها المقاومة الباسلة هذه الأيام في غزة والجماهير الثائرة من النهر الى البحر، وداخل الوطن وخارجه، قد أعادت روح المقاومة الفلسطينية ووحدت الشعب الفلسطيني أيضا بشكل لم يسبق له مثيل منذ عام 1993".
في السياق كتب الباحث في الشأن الإسرائيلي حسن لافي: نتنياهو وبني غانتس أضيف لهم في هذه الجولة رئيس أركان الجيش افيف كوخافي، أعتقد أنهم سيمثلون أمام لجنة تحقيق فينوغراد نسخة ٢٠٢١، وأعتقد أن الأكثر خسارة سيكون كوخافي الذي كان يتوقع له الكثيرون في "إسرائيل" مستقبلا سياسيا كبيرا كرئيس للوزراء، بعد أن سوق أنه القادر على إيصال الجيش للجهوزية التي تجعله يحقق الانتصار الحاسم التي فقدته اسرائيل منذ عام ٢٠٠٦".
فيما يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة عدنان أبو عامر أن أهم 5 إخفاقات إسرائيلية في عدوان غزة، اعتبار غزة جبهة ثانوية، بوصفها ضعيفة ومعزولة وفشل الاستخبارات بتقدير نوايا المقاومة، وعدم شل قدراتها".
وأضاف أبو عامر: "ألحقت المقاومة أضرارا بليغة بكل أرجاء دولة الاحتلال وإخفاق القوات البرية في خداع المقاومة واستباحة المقاومة للجبهة الداخلية للاحتلال".
في سياق موازٍ، تحدث فراس أبو هلال عن نجاح المقاومة والاستفتاء الشعبي قائلاً: "الاستفتاء الشعبي على المقاومة يتم الآن، في الثانية فجرا بتوقيت غزة، في شوارعها الجريحة، وأمام منزل القائد الذي هتفت القدس باسمه، ومن رام الله، والقدس، والخليل، وعين الحلوة، هذا الشعب يتلمس خطواته نحو الكرامة. ثمة آلام ووجع، ولكن الكرامة كانت دائما غالية".