عكا المحتلة - قُدس الإخبارية: إلى ما يشبه ساحة الحرب، تحولت مدينة عكا المحتلة في انتفاضة شعبية عمت الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، رداً على اعتداءات الاحتلال في القدس والأقصى والشيخ جراح، ثم العدوان على قطاع غزة.
تدحرجت المواجهات في المدينة، بطريقة ربما لم تتوقعها الأجهزة الأمنية في دولة الاحتلال، حيث تحولت إلى حرب شوارع مع شرطة الاحتلال، التي أعلنت بعد ساعات فقط من المواجهات، فقدانها السيطرة، خاصة في اللد وعكا.
ومارست شرطة الاحتلال قمعاً وحشياً بحق المتظاهرين، وأشارت مصادر محلية، إلى أن شرطة الاحتلال شنت حملة اعتقالات بحق النشطاء في المدينة.
امتدت المواجهات في عكا في كل يومياتها حتى ساعات الفجر المتأخر، وأحرق المتظاهرون عدداً من منازل المستوطنين والغرف الفندقية التابعة لهم.
دفع الاحتلال بميلشيات المستوطنين الذين قدمت مجموعات منهم، من الضفة المحتلة، لم يزد الأوضاع إلا تعقيداً، وساهم بإعادة الخطاب في المدينة إلى صيغته المعروفة لشعب تحت الاحتلال "فلسطيني في مواجهة مستوطن".
يشكل نزول أهالي عكا والداخل المحتل انتقاماً من دولة ومنظومة استعمارية، طالما دفعت بهم إلى الهامش، وحاربت هويتهم الوطنية وحاولت دفعهم للتنكر لها، ومنعهم من العمل السياسي وإغراقهم بالسلاح والمخدرات والجريمة المنظمة.
احتلت العصابات الصهيونية مدينة عكا في 16 أيار/مايو 1948، بعد قتال شرس، وتهجير معظم أهلها إلى لبنان وسوريا وغيرها، ورغم مشاريع الأسرلة حافظت المدينة على وجهها العربي الفلسطيني في أزقتها ومبانيها القليلة المتبقية.