غزة - خاص قُدس الإخبارية: تعرض شمال قطاع غزة ليلة أمس لقصف وصف بالأعنف في خضم جولة القتال الحالية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، وعلى مدار 35 دقيقة استمرت 160 طائرة حربية إسرائيلية في ضرب الشمال، وهو ما أنتج عدة تحليلات، كان أبرزها إمكانية بدء بالمعركة البرية أو وجود حدث كبير وقع ضد جنود جيش الاحتلال.
يُفترض أن هذا القصف العنيف والمركز على منطقة كان له هدف مبني على معلومات استخبارتية أو نتيجة مباشرة لحدث ميداني خطير، لكن المفاجأة التي فجرها الإعلام العبري صباح اليوم وتحديدا القناة السابعة العبرية، أن جيش الاحتلال لا يعلم ما هي نتائج القصف والأضرار التي ألحقها بالمقاومة الفلسطينية ولكنه يتوقع أن ضررا ما وقع.
هذه السردية تأخذنا لمحوري تفكير: الأول، أن الاحتلال يفتقد لبنك أهداف حقيقي في قطاع غزة مبني على معلومات استخبارتية دقيقة، والدليل أن عمليات الاغتيال كانت محدودة من حيث الكم، وكذلك قدرته على تحييد منصات الصواريخ كانت ضعيفة واستمرت المقاومة في قصف المدن الاستراتيجية وغلاف غزة. أما المحور الثاني، فلدى الاحتلال عقدة غير قادر على معالجتها وهي صورة المنتصر، فلجأ إلى هذه الضربة الواسعة غير محددة الأهداف.
وبخصوص المحور الثاني فإنه يبدو منطقيا في ضوء التقارير العبرية التي تتحدث عن بحث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن تهدئة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعد انتفاضة الداخل المحتل والتي فقدت شرطة الاحتلال القدرة على التعامل معها، وأيضا استمرار المقاومة في توجيه ضربات صاروخية دقيقة وواسعة للمدن المحتلة.
عندما تحط هذه المعركة أوزارها لن يكون هناك حاجة لادعاء النصر من قبل الفلسطينيين، فالإعلام العبري سيعري نتنياهو وجيشه وحكومته في التعامل مع المقاومة الفلسطينية، وسنرى التقارير والتحليلات الإسرائيلية التي تعلن من الذي انتصر، وفي حالة قطاع غزة فإن معادلة الضحايا ليست معيارا للحكم على المنتصر، بل هي تأكيد على فشل الاحتلال في التعامل مع المقاومة.