فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: دفعت صور المصانع الإسرائيلية والمنشآت الحساسة التي قصفتها المقاومة الفلسطينية بصواريخها؛ الإعلام الإسرائيلي للتعبير عن ما يجري بطريقة غير معهودة من قبل من خلال إطلاق وصف "إسرائيل تحترق" في محاولة لاختزال وتوصيف كل ما يجري.
وفي معركة "سيف القدس"، أثبت نظام القبة الحديدية أنه يراكم فشلا في التعامل مع صواريخ المقاومة؛ ففي اليوم الأول للتصعيد، أعلنت "إسرائيل" عن وجود خلل في نظام القبة الحديدية في عسقلان، وعلى ما يبدو، فإن هذا الإعلان جاء من أجل تبرير شدة الهجمات وسقوط صواريخ المقاومة على المنشآت الإسرائيلية.
في حين تمكنت المقاومة الفلسطينية، من إثبات قدرتها العالية والفائقة على التعامل مع نظام القبة الحديدية من خلال تكتيكات إطلاق الصواريخ، حيث أطلقت دفعات كبيرة من الصواريخ في وقت واحد، وهو ما عجزت القبة الحديدية أمامه على السيطرة وإحباط صواريخ المقاومة.
أما التكتيك الثاني الذي اتبعته المقاومة والذي طرحه المحللون العسكريون الإسرائيليون على شكل تساؤلات، هو أن المقاومة قد تكون قد استطاعت اختراق بعض أنظمة القبة الحديدية، والتأثير تكنولوجيا على عملها.
ويتمثل التكتيك الثالث، في الأعداد الكبيرة للصواريخ التي تطلق في كل رشقة، خلال الأيام الأولى من المعركة، وهذا بدوره أفشل محاولات القبة الحديدية في التصدي، وأخذ الإسرائيليين لزاوية تحليل تتعلق في حجم وعدد الصواريخ التي تمتلكها المقاومة ومدى دقتها والمدى الذي يمكن أن تصل له، وهو ما جعل الإسرائيليون يدركون أن المقاومة تمتلك صواريخ قادرة على التحول لأداة ضغط ورعب وبث حالة من اليأس في صفوف المستوى الأمني الإسرائيلي والمستوطنين من القدرة على تحجيم دور المقاومة الآن أو مستقبلا.
كما أن المقاومة الفلسطينية، أصبحت تعلن عن الساعات التي ستقصف بها؛ وهو ما يعني أن المقاومة هي صاحبة القرار والمبادرة، وفي الشق الأمني تمثل تحديا استخباراتيا أمنيا خطيرا للاحتلال، يتمثل في أن "إسرائيل" بكل قدراتها الأمنية والعسكرية والتكنولوجية والبشرية غير غير قادرة على إحباط هجمات المقاومة قبل وقوعها حتى عندما يكون لديها علم بموعد هذا الهجوم، وهو ما يشكل فشلا كبيرا لـ"إسرائيل".
كما وأعطت المقاومة الفلسطينية، فرصة للشعب الفلسطيني، في خلق ممارسة اجتماعية موحدة من خلال أنهم كانوا يترقبون الساعات التي أعلنت فيها المقاومة عن القصف بالفرح والابتهاج وغيرها من المظاهر، وكأنها وحدت الممارسات الاجتماعية للمجتمع الفلسطيني باتجاه المواجهة مع الاحتلال.
أما المعضلة الإسرائيلية الكبيرة، فليست بطبيعة وبحجم الأهداف الفلسطينية التي تقصفها "إسرائيل"، سواء البشرية أو المادية، وإنما هذه تعبيرات رمزية عن فشل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في تحقيق نصر حقيقي في غزة يتمثل في محاصرة وتحجيم دور المقاومة وقدرتها على تطوير أدواتها.
كما ان صواريخ المقاومة أثبتت للجميع أن لا أحد بمنأى عن نيران المقاومة، وأن الاعتداءات أو الحماقات التي ينفذها المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي في أي منطقة في فلسطين المحتلة (القدس وغزة والضفة والداخل المحتل) سيتحمل تبعاتها كل المستوطنين، وهذه تمثل معادلة جديدة، لأن كل الجغرافيا المحتلة تدفع ثمن حماقات المستوى السياسي الإسرائيلي.