فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: قال الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، هاني عواد، إن ثمة تحولات هامة تحصل الآن في جولة المقاومة الفلسطينية العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، أهمها المتمثل بالأداء العسكري، فيما الذي لم يتغير هو الرئيس محمود عباس، وذلك في إشارة منه لعدم تغير سلوك السلطة رغم كل التطورات الحاصلة والمطالبات الشعبية لها بقطع العلاقات مع الاحتلال.
وأضاف عواد: على المستوى العسكريّ بقي نظام القبة الحديدية التحدي الأهم أمام صواريخ المقاومة، واستثمار إسرائيل الأبرز وربما الوحيد، في حين خسرت إسرائيل، كما يبدو لي حتى هذه اللحظة، خيار التقدم العسكري على الأرض بما يشمل سلاح المدرّعات، على الأغلب لأنها أدركت بأن جنودها سوف يتساقطون كالذباب أو يحترقون في دباباتهم.
وتابع الباحث عواد قائلا: لقد انتهت أسطورة الميركافا التي لطالما فخرت فيها إسرائيل طوال عقود، ولم يبق لها سوى الاستنجاد بتكنولوجيا أنظمة الدفاع الجوية لحماية نفسها من أمطار نارية كانت هي التي تحتكر إمطارها.
ويستدرك عواد في حديثه عن أنظمة الدفاع الجوي: ولكن حتى هذه، فلم تحسم بعد. هذه المرة حاولت المقاومة تحييد القبة الحديدية بتكثيف رشقات الصواريخ بشكل يصعب عليها اصابتها جميعا، ولكن في المرات القادمة ومع مزيدٍ من التصميم وعضّ الأصابع، لا شك لديّ بأن القبة الحديدية هي الأخرى سوف تصبح أسطورة غابرة، كما الميركافا. إنها مسألة وقت لا أكثر.
أما على المستوى السياسي، أشار الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إلى "انتهاء الظاهرة الجامدة الباردة، هذه الخلطة العجيبة من البرود والتكلّس والتعجرف التي يسمونها محمود عباس. انتهى عصر أبو مازن نهائيًا الذي ورّث الوطنية الفلسطينية إلى حماس بعد أن أضاع الفرصة تلو الأخرى، آخرها فرصة الانتخابات التي أهدته إياها حماس. حماس الآن، أحببنا ذلك أم كرهنا، هي صاحبة قرار السلم والحرب، ورأس النظام السياسي الفلسطيني القادم لا محالة، ومستقبل الحركة الوطنية الفلسطينية، وهذه هي الأخرى مسألة وقت لا أكثر".