فلسطين المحتلة - قُدس الإخبارية: في مواجهة عدوان الاحتلال على القدس، توحدت فلسطين من الداخل المحتل حتى الضفة وقطاع غزة، في مشهد يعيد إلى الأذهان أيام الانتفاضات الفلسطينية التي نجحت المقاومة والدم بخلق وحدة فلسطينية عجزت عن صناعتها السياسة.
في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية إلى إطلاق أوسع تظاهرات في البلدات والمدن، دعماً لفلسطيني القدس في وجه عدوان الاحتلال عليهم.
ودعت حركة أبناء البلد، إلى تكثيف التواجد في المسجد الأقصى المبارك، وتلبية نداءات التظاهر والاحتجاج في البلدات والمدن كافة.
ونظم فلسطينيون وقفة في بلدة جلجولية، يوم أمس، دعماً لأهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة ورفضاً لاستمرار جرائم القتل وتواطؤ شرطة الاحتلال مع العصابات.
وفي الضفة المحتلة، استشهد شابين وأصيب ثالث بجراح خطيرة، بعد محاولتهم اقتحام موقع عسكري لجيش الاحتلال قرب حاجز سالم شمال الضفة المحتلة، يوم أمس.
وأشارت تقديرات الاحتلال الأمنية إلى أن الفدائيين الثلاثة خططوا لتنفيذ عمليتهم في الداخل المحتل، قبل أن يتم إيقاف الحافلة التي كانوا يستقلونها من جانب قوات الاحتلال على حاجز معسكر سالم.
وحذر محللون وضباط في دولة الاحتلال، من تصاعد العمليات الفدائية التي تتخذ طابعاً فردياً، "الذئاب المنفردة" وفقاً للتعبير الأمني الإسرائيلي، خلال الأيام المقبلة، في ظل تصاعد الأحداث بالقدس المحتلة.
وفي سياق متصل، وجهت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تحذيرات إلى دولة الاحتلال "بردٍ قاسٍ" في حال استمرت بعدوانها في المسجد الأقصى والقدس المحتلة.
وقال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في رسالة لرئيس حكومة الاحتلال خلال كلمة مصورة: "يا نتنياهو لا تلعب في النار وهذه معركة لا يمكن أن تنتصر بها لا أنت ولا جيشك أو شرطتك".
وأكد هنية أن "القرار واضح أنه لن يسمح بتهويد الشيخ جراح واقتحام المسجد الأقصى يوم 28 رمضان، وعربدة الاحتلال على أبناء شعبنا".
من جانبه، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، إن "على العدو أن يتوقع ردنا في أي لحظة".
وأكد النخالة، في تصريحات عقب اعتداء الاحتلال على المصلين في الأقصى، أن "ما يجري في القدس لا يمكن السكوت عليه".
وكان القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، حذر في تصريح مقتضب، قبل أيام، قوة الاحتلال من استمرار الجرائم بحق فلسطيني القدس.
ودعا نشطاء إلى النفير العام على السياج الحدودي مع الأراضي المحتلة، شرق غزة، اليوم، وإعادة فعاليات "الإرباك الليلي" دعماً لأهالي القدس المحتلة.
ومنذ بداية شهر رمضان المبارك، شهدت مدينة القدس المحتلة مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة المئات، كان آخرها الليلة الماضية، في المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
وخلال هبة باب العامود بداية رمضان، أطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية على مستوطنات "غلاف غزة"، وشهدت الضفة المحتلة مواجهات في مناطق مختلفة، دعماً للمنتفضين في القدس.
ولاحقاً، قتل مستوطن وأصيب عدد آخر في عملية إطلاق نار نفذها الفدائي منتصر شلبي، الذي اعتقل بعد عمليات مطاردة واسعة نفذتها قوات خاصة ومشاة وضباط مخابرات مدعومة بوسائل تكنولوجية، في مناطق مختلفة من رام الله ونابلس.
وتشير تقديرات الاحتلال إلى أن الأحداث في الضفة وغزة والداخل مرشحة للتصعيد، في حال استمر العدوان على القدس، نظراً لخصوصية المدينة والحالة السياسية التي يعيشها الفلسطينيون، وسعي فصائل المقاومة لتصعيد المواجهة مع الاحتلال.
وتصدرت قضية أهالي الشيخ جراح الأحداث فلسطينياً، خلال الأيام الماضية، حيث يناضل فلسطينيو الحي ضد مخططات الاحتلال لتهجيرهم، ويتعرضون لاعتداءات يومية من جانب المستوطنين وقوات الاحتلال.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تصدرت قضية القدس المحتلة وحي الشيخ جراح، مداولات النشطاء والصفحات الإخبارية والاجتماعية، وسط تأكيدات على أهمية حشد الرأي العام في مواجهة الاحتلال.
وفي مخيمات لبنان، نظم لاجئون فلسطينيون مسيرات في مخيمي عين الحلوة وبرج البراجنة، الليلة الماضية، دعماً لانتفاضة القدس المحتلة.