رام الله - خاص قدس الإخبارية: أكد رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح منير الجاغوب، أن هناك تباينا في الآراء والأفكار داخل حركة فتح، وهو ما دفع البعض للذهاب نحو بناء قوائم مستقلة ومعارضة من الخارج.
وقال الجاغوب خلال حديثه لبرنامج المسار الذي تقدمه الزميلة لينا أبو الحلاوة ويبث عبر "شبكة قدس الإخبارية"، إن الأصل أن يتم طرح وجهات النظر والمعارضة من داخل الحركة دون الحاجة لبناء قوائم من خارجها، مضيفاً: "إذا كان هناك رأي فعليك أن تطرحه وأنت داخل الحركة".
وأكد على أن الحركة جماهيرية، فيها من الكثير من الآراء والاختلافات، وهو أمر ليس حديثاً فمنذ انطلاقتها وهي تخوض هذه التجارب مما أكسبها القوة والصلابة.
وذكر الجاغوب أن الحوار لا يزال قائماً مع الأسير مروان البرغوثي وحملته، ولا بد أن تصل هذه الحوارات إلى نتيجة معينة، مستكملاً: "هذه الحركة ضمت المناضلين الكثر على شتى سنواتها السابقة ولا يمكن أن تتخلى عنهم".
وأشار إلى أن ما يحدث في هذا السباق الانتخابي قد يتم تجاوزه واليد مفتوحة للجميع من أجل الحوار معهم، والذي يجب أن يفضي إلى شيء معين.
وتابع قائلاً: "بخصوص القوائم الأخرى، المعضلة الأكبر في قائمة الحرية، فمروان البرغوثي رمز من رموز الحركة وأنا متأكد من أن قيادة الحركة لن تسمح أن يكون بعيداً عنها وعن منهجها وآرائها وأفكارها وإن اختلف معها، وأنا متأكد أن هناك نتيجة إيجابية قريبة ستكون في الحوارات معه".
وعن وجه الشبه بين موقف البرغوثي وناصر القدوة، يرى الجاغوب أن هناك اختلافاً واضحاً على اعتبار أن هناك حوار جرى مع القدوة الذي ذهب نحو تأسيس الملتقى الديمقراطي الوطني وقال إنه سيخوض الانتخابات البرلمانية وهو عضو لجنة مركزية في حركة فتح من المسموح له أن يقول رأيه من خلال عضويته.
وأشار الجاغوب إلى أن المؤتمر السادس والسابع لحركة فتح لم يشهد ترشح أحد لرئاسة الحركة كبديل عن الرئيس محمود عباس لا ناصر القدوة أو غيره من القيادات الفلسطينية، مؤكداً على أن فتح تقيم مؤتمراتها الداخلية بطريقة صاخبة.
وأقر رئيس المكتب الإعلامي بأن فتح أخطأت في قطاع غزة وأن الخطأ كان واضحاً ويجب أن يتم وضع نقطة والتفكير في كيفية التعامل مع قطاع غزة، مردفاً: "مؤسسو هذه الحركة خرجوا من القطاع، وقطاع غزة في وجدان الحركة وهذا الساحل الفلسطيني مثل أي ساحل فلسطيني".
وفيما يتعلق بإمكانية فصل مروان البرغوثي ذكر قائلاً: "فتح رصيدها كبير، وهي حركة تحرر وطني لا تفصل شخصا في سجون الاحتلال يقضي أحكاماً بالمؤبدات ويدفع ثمن ذلك من أجل الاختلاف في الرأي أو بسبب تشكيله قائمة".
واستطرد قائلاً: "عار على حركة فتح أن تأخذ قرارا بفصل مروان البرغوثي على خلفية اختلاف الرأي، وأنا كمنير الجاغوب ومجموعة من شبان الحركة نضغط لحل هذه الإشكالية فهذه الرمزية لا يجب أن تخرج من الحركة".
وعن تغيير المعايير، أوضح الجاغوب أن التغيير جرى في أخر يومين إذ طرحنا على البرغوثي تشكيل القائمة ورفض وتم الحديث مع شخصية من القدس المحتلة ورفضت، وتم الذهاب نحو أن يكون محمود العالول رئيساً لقائمة الحركة وجاء هذا الاستثناء له، وتبعه أن تكون هناك استثناءات لـ 5 أعضاء لجنة مركزية.
وشدد على أن فتح لا تقلد أحدا ولم تفكر في قائمة حركة حماس، مستطرداً: "نحن اخترنا محمود العالول كرئيس للقائمة فهو مناضل وابنه شهيد وأسر 8 جنود إسرائيليين وحرر أسرى، وحركة فتح فكرت كثيراً واستبعدت الصف الأول والثاني والثالث ولكن كنا نحتاج شخصية وازنة لقيادة القائمة".
وفيما يتعلق بتأجيل الانتخابات، اعتبر الجاغوب أن صاحب قرار إجراء الانتخابات هي الفصائل التي اجتمعت في القاهرة، والفصائل قالت إنه لا انتخابات بدون القدس وإذا أرادت الفصائل تأجيل الانتخابات فعليها أن تجتمع وتأخذ هذا القرار أما فتح فهي ذاهبة نحو الانتخابات.
وأتم الجاغوب: "انتخاباتنا وطنية وسياسية ولها علاقة بالحقوق ونحن حينما نتحدث عن انتخابات في القدس ليس من أجل التهرب، نحن نريد أن يكون هناك الترشح والتصويت والدعاية، وإذا أردنا التخلي عن هذه القصة فإذن نحن نتخلى عن القدس التي هي جوهر الصراع.
وأشار إلى أن القدس ليست ذريعة لأحد للتهرب من الانتخابات، وإذا الاحتلال منعها على الفصائل أن تتفضل لإيجاد الحلول.
في سياق آخر، أكد الجاغوب أن الحركة في مرحلة نقاش وحوار وجميع القرارات التي اتخذت بسبب الانتخابات يمكن التراجع عنها.
مشكلة فتح
من جانبه، قال عبد الفتاح حمايل أحد قادة حركة فتح والمرشح عن قائمة "الحرية"، إن مشكلة حركة فتح أنها منذ عقود تعيش حالة من التناقض.
وأضاف حمايل لـ "شبكة قدس": "وصلنا إلى مرحلة لدينا فيها مؤسسات وليس لدينا مضمون لهذه المؤسسات وحينما ولو كان هناك متسع ومجال واحتراما لمبدأ القيادة الجماعية لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، وأصبحت لدينا مؤسسات ولدينا قرار فردي".
وتابع قائلا: "نحن بحاجة إلى دراسة الحالة الفتحاوية إذ لدينا من السلبيات الكثير وحالة من الترهل والضياع وعدم اتخاذ قرار جدي وقراراتنا ارتجالية"، مشدداً على استحالة التغيير من داخل حركة فتح في ظل الاستحواذ على القرار.
فيما يتعلق بالقرار القاضي بفصل ناصر وعدم فصل البرغوثي، علق قائلاً: "فصل القدوة يجافي الأنظمة والقوانين وفصل أي عضو لا يتم إلا بعرض القرار على المجلس الثوري والحصول على ثلثي أصوات أعضاء المجلس وهو ما لم يحصل مع ناصر القدوة".
وأتم قائلاً: "الذي يحصل مع البرغوثي حالياً هو دليل أن قراراتنا ارتجالية وفردية والذي يحكم الحالة الفتحاوية الآن الحالة المزاجية فذات القرار بمنع ترشح أعضاء الثوري والاستشاري والمركزي والمحافظين بعد أيام تراجع عنه".
وأشار حمايل إلى أن فتح في مأزق سياسي كبير وجزء من هذا المأزق يتمثل في الأداء غير المدروس وغير المقيم بشكل صحيح، مردفاً: "هناك حالة من الفوضى والظلم ولا يوجد معايير وهناك مزاجية تحدد متى تقود وأين تقود، وكل أخطاء السلطة تلصق لفتح".
وأوضح أنه يجب إعادة بناء السياسة الوطنية على اعتبار مرحلة التحرر الوطني وأن الشعب الفلسطيني لا يزال تحت الاحتلال.
وبحسب حمايل، "بدأنا تحركنا قبل فصل ناصر القدوة ومنذ اللحظة الأولى لصدور القرار بإجراء الانتخابات، وحينما حدد الأخ مروان البرغوثي قراره في البداية بألا يكون على رأس القائمة أو الانتخابات التشريعية كانت قائمتنا جاهزة وحينما غير رأيه رحبنا به ودخل معنا".
وبين حمايل أن هناك مسألة أساسية في الساحة الوطنية تتمثل في الخط الوطني والخط الإسلامي الذي تمثله حماس، وكلاهما على تنافس وتصادم، متابعاً: "أنا لن أخشى سواء فازت فتح الرسمية أو الحرية أو طرف آخر وطني".
وبشأن تصريحات ناصر القدوة عن الإسلام السياسي، علق حمايل قائلاً: "القدوة كان يتحدث في السياسة ولم يأخذ أي موقف من الإسلام والبعض حاول تحويره كأنه ضد الإسلام وهذا أمر معيب".
وتساءل القيادي في حركة فتح عن عدم تفكير القوى الوطنية والفصائل بشكل مبكر في بدائل إجراء الانتخابات في القدس المحتلة.
وعن الاتهامات باستغلال اسم مروان البرغوثي، رفض حمايل هذه الاتهامات الموجهة لقائمة ناصر القدوة والملتقى الديمقراطي، مستكملاً: "القائمة التي شكلت عن طريق كانت كاملة وجاهزة وقرار مروان البرغوثي جاء قبل 30 ساعة من إغلاق باب الترشح".
وعن الحديث بوجود عن حوار مع مروان البرغوثي وحركة فتح، علق حمايل قائلاً: "نسمع عن حوار يجري مع الأخ مروان البرغوثي لكن الصواب هو عدم وجود حوارات؛ لسبب بسيط علاوة على أنه سجين هو في حصار وممنوع من الزيارة والوحيد الذي يتصل به هو المحامي، الذي أكد أنه لا يوجد من هذا الأمر شيء وهذا الكلام عيب وكذب".
وشدد حمايل على أن التحالف بين القدوة والبرغوثي، لم يكن شرطاً لدعم الأخير في الانتخابات الرئاسية.
فتح وتياراتها
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله إن ما يجري حالياً في حركة فتح له علاقة بتغييرات بنوية تمر بها حركة فتح وليست وليدة الانتخابات، وهناك أزمة بدأت عام 1999 ناجمة من عدم قدرة الحركة على تحقيق رؤيتها بإقامة الدولة وأصبحت هناك حالة فراغ، وأصبحت الحركة لا تقاتل "إسرائيل" ولم تعد قادرة في السلام على تحقيق شيء.
وأضاف عطا الله في تصريحاته لـ "شبكة قدس": "أصبح هناك سؤال وظيفي عن دور حركة فتح وبرنامجها، ما سمح ببروز طرف آخر يتمثل في حركة حماس، التي برزت عام 2006 بسبب حالة الفراغ "لا سلام ولا قتال" وهناك شعب تحت احتلال يريد تحريره".
وبين الكاتب والمحلل السياسي أن فتح تلقت 3 خسائر كبيرة، في 3 سنوات، كانت بدايتها خسارة الانتخابات البلدية عام 2005 وعام 2006 في المجلس التشريعي و2007 خسرت غزة، ومن يخسر غزة يخسر واجهة أساسية في قيادة الشعب الفلسطيني.
واستكمل عطا الله: "كان يجب أن يكون هناك نقاش داخلي في حركة فتح، عن واقعها بعد انفصالها عن غزة، فالحركة في البداية كانت وكأنها ابنة الحالة المصرية، ومع تراجع وجود غزة، تراجعت فتح وباتت أقرب لقطر منها لمصر.
ووفقا لـ عطا الله، فإن فتح ذاهبة للانتخابات وطبيعة الحوارات التي دارت تعكس الخوف من فوز حركة حماس في الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أن هناك بعض الإجراءات التي مست القاعدة الصلبة لحركة فتح، وفي الضفة هناك حضور قوي للمنافس _حركة حماس_ كون الناس لم يجربوا الحركة في إدارة الحكم، إلى جانب الأداء الضعيف لحكومة محمد اشتية.
وواصل عطا الله قائلاً: "البعض شعر أن الحركة ذاهبة للهزيمة منهم الدكتور ناصر القدوة وهو ما دفعه لإعلاء الصوت وتشكيل قائمة انتخابية"، مؤكداً على أن الإخفاقات تستورد كل النزعات السلبية والنزعة الأخيرة التي ظهرت في قوائم فتح.
وبين أن هناك 3 قوائم لحركة فتح تتنافس مع بعضها وجميع البرامج الخاصة بهذه القوائم متشابهة إلى حد كبير فيما الحملات الانتخابية موجهة ضد بعضها البعض.
وتساءل عطا الله قائلاً: "آمل أن تتكامل حركة فتح، لكن طبيعة العلاقات الداخلية تأخذ طابعا تنافسيا، على سبيل المثال لو فازت قائمة البرغوثي والقدوة هل يمكن لحركة فتح الرسمية أن تسلم لهذه القائمة بالقيادة وتمنحها فرصة قيادة فتح!".
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن الانقلاب الحقيقي لن يكون بعد نتائج الانتخابات التشريعية، بل حين يترشح البرغوثي للرئاسة وهنا ستكون أزمة فتح الكبرى، خصوصاً أن أبومازن سيترشح للرئاسة ومروان لديه تصميم على خوض الانتخابات الرئاسية.
وأتم قائلاً: "مروان حينما يترشح فهو لديه جمهور قائمة الحرية والجمهور الداعم لقائمة دحلان، وحركة حماس التي تعيش حالة ثأرية باطنية مع أبو مازن، ونحن نتحدث عن جماهيرية كبيرة داعمة لمروان البرغوثي في الانتخابات الرئاسية".