ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: عقد "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" جلسة نقاش صدر عنها تقرير تضمن تقيمين مختلفين في ما يتعلق بفرص التقارب بين حركتي فتح وحماس والآثار المترتبة على "إسرائيل" في ضوء محاولات تحقيق والوحدة المصالحة بين كافة الفصائل الفلسطينية، التي كثفت من جهودها في هذا السياق بعد اتفاق "التطبيع" الإماراتي "الإسرائيلي".
وجاء في التقرير أن فتح وحماس تسعيان لتعزيز التفاهمات والاتفاقيات من أجل بناء استراتيجية نضالية جديدة، استجابة للتحدي غير المسبوق، الذي تواجهه القضية الفلسطينية، وأن الاجتماع الذي عقدته الحركتان في اسطنبول في 24 أيلول/سبتمبر، بحضور قيادات بارزة من الطرفين، كان بمثابة تأكيد على أهمية التطورات الإقليمية المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
ولخص التقرير التحديات التي دفعت الحركتين للتقارب، وهي: صفقة القرن، مخطط الضم، اتفاقيات "التطبيع" بين البحرين والإمارات و"إسرائيل"، ورفض وزراء الخارجية العرب في مؤتمر الجامعة العربية الذي عقد في 9 أيلول/سبتمبر إدانة اتفاقيات "التطبيع" وهو ما شكل خروجا عن مبادئ المبادرة العربية.
وبحسب التقرير، كان الاجتماع في أسطنبول حلقة أخرى في سلسلة الجهود التي بذلتها الحركتان لتعزيز المصالحة، فقد سبقه مؤتمر صحفي مشترك عقده كل من جبريل الرجوب من رام الله وصالح العاروري من بيروت، مطلع آب/أغسطس، تبعه في 3 أيلول/سبتمبر اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذي شاركت فيه كافة الفصائل الفلسطينية وحضره الرئيس محمود عباس.
وأشار التقرير إلى أن أحد السيناريوهات التي يمكن التحليل على أساسها هو أن العزلة الإقليمية والدولية للفلسطينيين دفعتهم لمحاولة صياغة مفهوم وطني حديث، ولأن فتح وحدها لا تستطيع قيادة مشروع تحرري استراتيجي، وكذلك حماس، فإن الطريقة الوحيدة بالنسبة للطرفين للخروج من هذا المأزق هو التفكير في أدوات جديدة من أهمها: تحقيق الوحدة بدون وساطات عربية ودولية، والتوصل إلى تسويات معينة.
أما السيناريو الآخر النقيض، بحسب التقرير، فهو أن الفجوات بين الفصائل الفلسطينية التي لا يمكن سدها، واحتمالية نجاح جهود المصالحة منخفضة، لأن الحركتين، فتح وحماس، تتنافسان على قيادة النظام السياسي الفلسطيني وكذلك الشارع الفلسطيني، كما أن داعمي حركة حماس، تركيا وقطر، لديهما أجندة تتجاوز الأجندة الفلسطينية وترتبط بمحاولات الهيمنة الإقليمية.
وأشار التقرير إلى أن النظام الفلسطيني سيخضع لتغيير حقيقي إذا اختار الرئيس عباس الاستقالة أو الشراكة مع حماس لصياغة استراتيجية نضالية مشتركة تساهم في تقوية الموقف الفلسطيني. أما على الصعيد الإقليمي والدولي، ينتظر الرئيس عباس نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة على أمل أن يفوز جو بايدن.
وأوضح التقرير أن "إسرائيل" مهتمة بالحفاظ على سلطة فلسطينية مستقرة وعاملة، تستطيع إقامة "تنسيق" أمني ومدني معها، وأيضا ضمان واقع اقتصادي مستقر في الضفة الغربية، وتعزيز الهدوء في قطاع غزة.
وشدد التقرير على ضرورة تحديث الأفكار السياسية "الإسرائيلية" الخاصة بالعملية "السياسية" مع الفلسطينيين في ضوء توقف المفاوضات، وهو ما يضمن عودة الحد الأدنى من "التنسيق" والتفاهم.
ويرى التقرير أنه يتوجب على "إسرائيل" أن تسعى إلى تجديد "التنسيق" الأمني والاقتصادي والمدني مع السلطة الفلسطينية ووقف نشاطات حماس في الضفة الغربية، والعمل على تحسين الواقع الإنساني في قطاع غزة وتثبيته وتحسين الوضع الأمني من خلال اتفاق تهدئة مع الأطراف المعنية.