تنصل رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" من فحوى بيان سياسي تمت بلورته من قبل مسؤولين في الحكومتين الإسرائيلية والبولندية يفترض أن ينشر كبيان ختامي بعد لقائه وستة من وزرائه، اليوم الأربعاء، مع مسؤولين في الحكومة البولندية في وارسو.
ورغم أن مكتب مكتب نتنياهو قام بتعميمه، ورغم أنه يشدد على التوصل إلى حل من خلال المفاوضات المباشرة وعلى يهودية الدولة وأمنها وشرعيتها إلا أن نتانياهو يتنصل منه ويعتبره لا يمثل موقف الحكومة..
وتحت عنوان "حرج دبلوماسي: نتنياهو يتنصل من بيان مشترك وضع بالتنسيق مع وارسو"، أشارت صحيفة "هآرتس" العبرية إلى أن نتنياهو، الذي توجه صباح اليوم الأربعاء مع ستة من وزرائه إلى بولندا، قد تنصل من البيان الذي عممه مكتب رئيس الحكومة يوم أمس، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره البولندي "دونالد توسك".
وكان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية قد عمم بعد ظهر أمس، الثلاثاء، بيانا للصحافة حول سفر نتانياهو ووزرائه إلى بولندا. وتضمن البيان المشترك الذي يفترض أن يعلن مساء اليوم من قبل نتانياهو ونظيره البولندي "دونالد توسك" في نهاية اللقاء في وارسو.
وبحسب "هآرتس" فإن البيان لا يتحدث باسم رئيسي الحكومتين الإسرائيلية والبولندية، وإنما باسم الحكومتين، ورغم أنه ليس الحديث عن بيان ملزم، إلا أنه يعتبر وثيقة رسمية توصلت إليها الحكومتان.
وأشارت الصحيفة إلى أن نص البيان يعتبر "مفاجئا باعتداله"، وخاصة بكل ما يتصل بما يسمى "بعملية السلام" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وتضمن البيان أن "الحكومتين، الإسرائيلية والبولندية، متفقتان على الضرورة الملحة للتقدم باتجاه حل الدولتين لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، والذي يجب التوصل إليه من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين بدون أية شروط مسبقة".
كما تضمن أنه "يجب عدم التشكيك في شرعية دولة إسرائيل وأمن مواطنيها، وحق الفلسطينيين بدولة، وأن الخطوات الأحادية الجانب من قبل أي من الطرفين لن تؤدي إلى التوصل إلى سلام قابل للحياة".
كما تضمن البيان أن "الحكومتين تدعمان الحل العادل والدائم للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، مع دولة إسرائيل ودولة فلسطين، بحيث تشكلان تعبيرا عن حق تقرير المصير للشعب اليهودي والشعب الفلسطيني، وتعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن".
وكتبت "هآرتس" في هذا السياق أن هذا "النص المفاجئ للبيان أثار تخمينات مفادها أن الحديث عن محاولة لتصحيح الانطباع السيء الذي تركته تصريحات نائب وزير الأمن داني دانون الأسبوع الماضي". وكان الأخير قد صرح في مقابلة مع "تايمز أوف إسرائيل" أن الحكومة الإسرائيلية لا تدعم مبدئيا حل الدولتين لشعبين، وأن وزراءها سيعملون على عرقلة أي محاولة للدفع باتجاه إقامة دولة فلسطينية.
وأضافت أنه تبين لاحقا أن هذه التخمينات ليست صحيحة، وأن البيان المشترك مع بولندا لم يكن نتيجة قرار لرئيس الحكومة الإسرائيلية بتعميم رسالة معتدلة للمجتمع الدولي، وإنما "هو تقاعس من قبل نتانياهو وكبار مستشاريه".
وقال مكتب رئيس الحكومة إن البيان المشترك قد كتب من قبل طواقم عمل هامشية في "هيئة للأمن القومي"، واتفق عليه مع بولندا بدون أن يقرأه نتنياهو أو المستشار للأمن القومي "يعكوف عميدرور".
وأضافت الصحيفة أن مكتب نتانياهو حاول التقليل من أهمية البيان المشترك، وقال إن "الحديث عن مجرد وثيقة محضر/ بروتوكول فقط، لا يمثل موقف حكومة إسرائيل".
وأضاف مسؤولون في مكتب رئيس الحكومة أن الحكومة لم تصوت على نص البيان، ولم ينسق مع الوزراء. مشيرين إلى أإن البيان لا يمثل موقف الحكومة لأنه لا يوجد موقف رسمي للحكومة في الشأن الفلسطيني. وبحسبهم فإن موقف رئيس الحكومة هو "إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية مع ترتيبات أمنية مناسبة". على حد قولهم