الخليل- خاص قُدس الإخبارية: تسابق الأخوة الثلاثة أيهم يسبق إلى الوطن، لكنهم وصلوا جميعًا إلى المكان ذاته، في سجون متفرقة، يحملون معهم روح التحدي، وإصابتهم أيضًا.
"محمد وعيسى وجهاد" ثلاثة أشقاء أشبال أكبرهم لم يبلغ العشرين بعد، معتقلين جميعهم في سجون الاحتلال، بينهم مصاب بحالة صعبة، وهذه بالمناسبة ليست المرة الأولى.
والدهم عماد الطيطي من مخيم العروب بالخليل، قال إن الاحتلال يواصل هجمته مستهدفًا بيتي وأبنائي في محاولة لكسر عزيمتي، لكن رهانهم خاسر، مضيفًا: "اعتقلوا ثلاثة من أولادي، لكن عندي 6، وفشروا يكسروني".
في التفاصيل، فإن محمد وهو الابن الأكبر، من مواليد ابريل/نيسان2001، معتقل في سجن "ريمون" الاحتلالي ومحكوم بالسجن لعامين ونصف، وقد تعرض للاعتقال قبلها لعدة شهور.
أمّا عيسى، فهو من مواليد "2004"، فأصيب خلال اقتحام الاحتلال لمنزله في الخامس عشر من ايلول الحالي، برصاص حي ومطاطي بكافة أنحاء جسده وبشكلٍ مباشر، مما استدعى نقله للعلاج في "هداسا" بالقدس، تحت مراقبة عسكرية، قبل أن يبلغ الأطباء بأن لديه نقطة على الدماغ، وكسر بالأنف وإصابة بالظهر، وتمنع العائلة بشكلٍ كامل من التواصل معه أو زيارته.
أرسل عيسى رسالة مصوّرة عبر وسيط إلى والده، قال فيها: "حبيبي يابا.. تقلقش"، وهي التي استقبلها والده بحزن وأسى، على الابن الذي لم يعرف من الحياة سوى أن يرفض عدوه، فكان له النصيب من الرصاص والاعتقال.
والده قال "الوضع كارثي،أصعب موقف بشوفه بحياتي لما ابني مصاب ومعتقل ومش قادر أشوفه"، موضحًا أن عيسى المصاب جرى نقله من المستشفى إلى سجن "مجدو"، وكان قد اعتقل مسبقًا لمدة 4 شهور.
بعد أيام من اعتقال عيسى وإصابته، داهمت قوات الاحتلال منزل عماد مرّة أخرى، وفجّرت البوابة بشكل هستيري، ليعلنوا اعتقال الابن الثالث "جهاد"، وهو من مواليد 2003، ومصاب برصاص الاحتلال مسبقًا.
"لا منتزه ولا مكان للحركة والترفيه في المخيم"، يشرح الطيطي عن معاناة أبنائه وحياة المخيم، ويتساءل: "هل هكذا يعيش الأطفال بالعالم بهذا السن؟ ماذا لو أصيب ابن الخامسة عشر كما أصيب عيسى واعتقل، كانت لتقوم الدنيا".
تكررت عمليات الاستهداف والملاحقة لعماد وأبنائه، ووصلت إلى الاتصالات من ضابط المنطقة، والتهديدات بالقتل، وإيذاء الأبناء، لكن عماد كررها: "فشروا.. نحن في صراع طالما هناك احتلال، وحالنا من حال الناس، ولسنا أفضل من غيرنا، وفلسطين تستحق".