صرخات التحذير ورسائل التوضيح لسياسة العدو في اللحظة الفارقة لاغتنامها حتى آخر شحطة في تغيير الواقع بما يرسخ احتلاله على أسس وقواعد من غير السهل هدمها.
العدو يستغل حالة التفوق لقهر الضعفاء واستغلال المستحوذين الذين يعيشون "فوبيا التغيير"، يستقوون بالاحتلال ليستمروا في نظمهم القمعية مع قلة من حولهم على غير خاطر الشعوب ورغبتها.
ينبغي أخذ الكتاب بقوة واتخاذ القرارات المناسبة دون تردد وبمنتهى العزم لاستجماع كل ما لدينا من موارد وقوة في شتى المجالات لخدمة رؤيتنا بناء على استراتيجية وسياسة واضحة تتصدى لاستراتيجية العدو بعيدا عن التشخيص والعبارات الرنانة العاطفية التي تحشد الشعوب وتستنهضها دون أن تقول للشعوب ماذا تفعل وكيف تفعل، مع أننا قد تجاوزناها من زمن، حتى من يدير المشهد يجب أن تكون لديه الطريق واضحة بخطوات محددة وأدوات ممكنة لا أن نؤثم حكام الإمارات وحكام من البحرين وهم آثمون نخونهم وهم منحرفون، ثم لا نرسم خارطة طريق للسير فيها وخطة عمل للالتزام بتنفيذها.
تشخيص المشهد وقراءة عناصره واضحة، وما نريد بناء على هذا التشخيص واضح ومفهوم، لكن كيف ننجز ما نريد حتى يصبح هدفا واضحا قابلا للتنفيذ سهلا مفهوما من كل عناصر الفعل على مختلف مستوياتهم ومجالات عملهم.
لقاء ذلك يجب تحديد موقف واضح مما يجري فالحياد غير ممكن لأن الصمت بحد ذاته تحيز وقبول بما يجري بنسبة معينة، ينبغي حسم المواقف وتحويلها لسياسات والسياسات لبرامج عمل تسخر الموارد والإمكانات لتحقيق الهدف.
الاختراق الحاصل يدخل في إطار الاصطفاف وإعادة بناء مرصوفة الأعداء والأصدقاء في الشرق الأوسط.
من بادر وسعى لذلك دولة الاحتلال من خلال الولايات المتحدة بعد إقناع ترمب ومن قبله أوباما، تمكنوا من زرع الرعب والهلع في قلوب الحكام ضعاف النفوس الذين يقدرون مصالحهم الشخصية في الحكم على حساب المصالح القومية في مواجهة المخاطر والأعداء بناء على الأولويات القومية، فارتعدوا وأصبحوا يبحثون عن ملجأ من خوف موهوم ، فلم يجدوا إلا حضن ملغوم لا يبحث إلا عن مصالحه وتوسيع تأثيره وأذرعة أخطبوته ليهيمن على المنطقة ويسخر مواردها ومقدراتها لصالحه ولصالح تكريس احتلاله، يبرم اتفاقيات تلزم من يوقعون عليها بمواجهة أعداء الطرفين في خارج البلاد وداخلها من مواطنيها ومن أي أشخاص آخرين وفي كل مكان، وبذلك يكون الكيان قد سخر هذه الدول لجمع المعلومات وفتح المطارات والموانئ والممرات ، وسخر الأجهزة والمؤسسات لمطاردة الفلسطينيين وكل العرب والمسلمين وأحرار العالم الذين يتصدون لظلم وجبروت وقمع الاحتلال.
وفي المقابل نشخص فلان طبع، وفلان خان، ولا نذكر من يرفض من يطبع ومن يخترق، ولن نبحث موضوع الاستفادة من تقاطع وتطابق المواقف لمواجهة الخطر المشترك والداهم. علينا الانتقال للبحث العملي وفق القراءة الواقعية لما هو موجود بعيدا عن التغني فيما نتمنى وهو غير موجود.
نُقتل في الواقع، تُهدم أسوار بنيت ما بين دول عربية والاحتلال، أقيمت علاقات وبنيت مصالح مشتركة، ونحن نعيش في ذيول فهم قاصر وفد إلينا من السعودية، ولا زلنا مقهورين متأثرين في ذيوله يكبل حركتنا ويكبح ديناميكيتنا، يُبقينا نقرأ ونشخص ونجتمع ونخطب ونكتب وننشر، لكن لا نقفز عن الخلافات الثانوية التي رُصعت بجمل وعبارات ملأت صفحات الكتب التي ازدحمت فيها الرفوف والفيديوهات التي غطت اليوتيوب.
نموت من أعدائنا حصارا وجوعا، تُسرق مقدراتنا، تُهود مقدساتنا، يُسجن شبابنا، تقطع أراضينا يهجر أبناؤنا ونحن نشتم ونلعن، لا نترجم ما نتفق عليه وما نملك لخطة عمل، كالعير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول.