رام الله – خاص قدس الإخبارية: أعادت الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، ليلة الثلاثاء، تجاه المدن المحتلة عام 1948 تزامناً مع توقيع اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال، التأكيد على أن القضية الفلسطينية والفلسطينيين هم أصحاب القرار في الميدان.
وشكلت هذه الصواريخ التي أوقعت عدداً من الإصابات كان أبرزها إصابة مستوطن بجراحة بالغة الخطورة، ضربة عسكرية ذات أبعاد سياسية للاحتلال الإسرائيلي الذي يبحث عن مزيد من التطبيع في المنطقة العربية تضمن تحالفات جديدة تتشكل بطابع علني.
وإلى جانب ذلك، لم تغفل المقاومة الفلسطينية الرد على القصف الصاروخي الذي قام به طيران الاحتلال معلنة أنها تثبت معادلة القصف بالقصف، مهددة في ذات الوقت بتوسيع رقعة القصف للمدن المحتلة حال استمرار الاحتلال بقصفه للقطاع.
ويجمع مختصون في الشأن السياسي على أن صواريخ المقاومة التي تزامنت مع حفل توقيع اتفاق التطبيع بين كل من البحرين والإمارات والاحتلال في العاصمة الأمريكية واشنطن، كان بطابع سياسي إلى جانب الرسائل العسكرية.
في السياق قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي إن صواريخ المقاومة ليلة الثلاثاء أوصلت رسائل سياسية للمجتمعين في واشنطن، مفادها أن الفلسطينيين هم أصحاب قضيتهم وقرارهم رغم موجة التطبيع الدائرة في المنطقة العربية.
وأضاف عرابي لـ "شبكة قدس" أن المقاومة تدرك أن هذه الموجة من التطبيع تحمل في إطارها التخلص من القضية الفلسطينية والعمل على استنزاف المقاومة وقدراتها في ظل اشتداد حالة الحصار وقطع إمدادات السلاح عنها مع صعود النظام المصري الحالي برئاسة عبد الفتاح السيسي.
ولفت الكاتب والمحلل السياسي عرابي إلى أن البيان الموحد الذي تعمدت المقاومة الظهور به يوضح حالة الشعور بالمسؤولية سيما من حركة حماس والجهاد الإسلامي، متابعاً: "الجميع يشعر بالمؤامرة التي تحاك ويدرك أن المشهد لا يحتمل أي شكل من أشكال الاستفراد أو الاستعراض في ظل المخاطر المحدقة بمشروع المقاومة".
ولم يغفل الإشارة إلى بعض الإشكاليات التي حدثت قبل أشهر بين المقاومة الفلسطينية في غزة على خلفية الاختلاف في واجهات النظر بشأن العمل الميداني وطبيعة المرحلة إن كانت مرحلة مراكمة أم مشاغلة للاحتلال.
واستكمل قائلاً: "الجهاد وحماس نجحتا في الوصول إلى تفاهم مشترك بناء على المشهد الحالي، إلى جانب أنه من الواضح أن المقاومة تدرك الوضع الداخلي في إسرائيل خصوصاً رغبة شريحة واسعة من الجيش والحكومة بعدم الدخول في حرب جديدة بعد عام 2014 نظراً لكونها مغامرة غير محسوبة النتائج".
وأشار عرابي إلى أن الاحتلال معني في المرحلة الحالية بالتطبيع وتغييب وعي الشعوب العربية في ظل هذه الموجة والدخول في حرب قد يكلفه فشل المشروع كلياً خصوصاً إذا ما قدمت المقاومة أداءً مميزاً في الميدان.
ولفت إلى أن المقاومة تناور في محورين المحور الأول يتمثل في المغامرة على الحافة وتحاول التحكم فيها بحيث لا تذهب للحرب، أما المحدد الثاني هو كسر المعادلات الإسرائيلية حيث الاحتلال حاول أن يجعل سلاح المقاومة عبئ سكان غزة وتبرير أنه سبب كل المشكلات الاجتماعية من فقر وبطالة.
واتفق المحلل السياسي مصطفى الصواف، مع عرابي في أن قصف الليلة الماضية حمل نكهة سياسية ذات آثار عسكرية ضد الاحتلال.
وقال الصواف لـ "شبكة قدس" إن القصف الصاروخي في البداية حمل رسائل بأن الطريق لحل القضية الفلسطينية لا يأتي عبر التوقيعات والتنازلات وموجة التطبيع الدائر رحاها في المنطقة حالياً، مؤكداً على أن الرسائل وصلت للأطراف المختلفة.
وذكر أن معادلة القصف بالقصف كانت ثابتة في المرحلة الأخيرة، خصوصاً في الليلة الماضية حيث كانت كل غارة تواجه بقصف تجاه المدن المحتلة عام 1948، مستكملاً: "طبيعة المواقع التي قصفت من قبل المقاومة تأكد على أن الاحتلال لا يزال لا يريد الذهاب تجاه جولة جديدة لأسباب متعددة منها الوضع الداخلي أو الوضع السياسي أو حملة التطبيع المختلفة إلى جانب الخشية من امتلاك المقاومة مفاجآت نوعية".