غزة- خاص قُدس الإخبارية: يد تمسك يد المريض، وشفاه تنشد وتغني وتدلل، هكذا يختصر الحكيم الفلسطيني أحمد النجار مهمته الإنسانية في مهنته.
كلّ صباح، يرتدي الحكيم النجار ملابسه الوقائية، في مستشفى الصداقة التركي بغزة، يجول غرف المرضى والمحجورين، يدلل أحدهم، يطبطب على آخر، يغني للبقية.
يقول النجار (29 عامًا)، من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، إنه بدأ باستخدام موهبته الغنائية في عمله، منذ اليوم الأول في مهنته، أملًا في التخفيف عن المرضى وتحسين حالتهم النفسية.
وأوضح في حديثه لـ"قدس الإخبارية"، أنه يعمل كحكيم في المستشفى التركي منذ نحو عام، بعد خبرة لأعوام قضاها في العمل على بند العقود. مضيفًا: "تخرجتُ من الجامعة الإسلامية بتخصص حكيم، وهو يتبع كلية التمريض".
وفيما يتعلق بموهبته التي يحملها في حنجرته، أشار إلى أنه يعمل بالتزامن ضمن فرقة للإنشاد والمديح النبوي والابتهالات والأناشيد الوطنية، بعدما اكتشف كثيرون جمال صوته، لكنّه قرر أن يجعل عمله وموهبته متصلين في خدمة الناس.
وأكد في حديثه أنّه يلاحظ الأثر الإيجابي على صحة ونفسية من يتعامل معهم في المستشفى، حيث يساعد الأسلوب اللين والتفاعل معهم والغناء لهم وامتداحهم وتشجيعهم على تخفيف أوجاعهم وقبولهم للحياة.
وأشار إلى أن أسلوبه يعمل على التخفيف من وضع المريض الصحي أيضًا، لأن أغلب الأمراض تؤثر بشكل سلبي على نفسية المريض، ويجب تحسين نفسيته التي أنتجها المرض العضوي، إذا كان في وضعٍ نفسي جيد يسمح بذلك.
وحول رسالته في السلك الطبي وفي حياته بشكلٍ عام، قال: "أعيش بمبدأ أن الرحمة والرفق هي أساس العمل الطبي والإنساني لدينا".
وقدّم الحكيم نصائحه بظل جائحة كورونا في قطاع غزّة، مؤكدًا أن الحل يكون بالوعي أولًا، والحل يكون جماعيًا وليس من جهة معينة، ويستلزم الالتزام بالبيوت والاتزان في التعامل مع الخطر، بطريقة جديّة.
ولفت إلى أهمية الالتزام بتعليمات وزارتي الصحة والداخلية للعبور إلى بر الأمان، متمنيًا السلامة لكل أهل فلسطين والنجاة للشعب المكلوم.