شبكة قدس الإخبارية

10 أسباب تؤخر الحرب بين غزة والاحتلال

180820_MH_00 (8)
عماد أبو عواد

الناظر إلى الواقع ومجرياته على حدود غزة، يُدرك تماماً بأنّ الأوضاع تسير باتجاه حربٍ لربما تكون الأقوى من بين الحروب التي خاضتها المقاومة ضد الاحتلال، ولعلّ الإجماع يدور على أنّ الحرب قادمة، والخلاف يتمحور حول توقيت الحرب.

هنا نقدم 10 أسباب تُساهم بتأخير الحرب ولو مرحلياً، جزء منها مرتبط بالاحتلال، والآخر مرتبط بالمقاومة، ونبدأ بما يتعلق بالاحتلال:

“إسرائيل” ترى بأنّ الوصول إلى حالة حرب في المرحلة الحالية، قد يكون غير مضمون النتائج، حيث لا دلائل على قدرتها على حسم الحرب، إلى جانب احتمالية قيام المقاومة بمفاجأة الاحتلال، من خلال عمليات نوعية، أو زيادة مساحة المناطق المستهدفة بالقصف.

ليس لدى “إسرائيل” قرار واضح بخوض حرب برية، والمؤشرات الداخلية تُشير إلى عدم رغبتها بذلك، يُضاف إلى ما ذكر، التقارير التي تؤكد عدم جاهزية جبهتها الداخلية لمواجهة طويلة.

تؤمّل “إسرائيل” النفس، بأن الضغط المتواصل على المقاومة في غزة، في ظل تراجع الظروف الاقتصادية والاجتماعية، ربما يؤدي إلى فوضى داخلية، تُساهم بتليين مواقف حماس، أو على الأقل دفعها نحو مواجهة داخلية، تقود إلى فوضى وتراجع لخط الحركة.

الأوضاع السياسية في الداخل الصهيوني، ورغبة نتنياهو بجولة انتخابات جديدة، تُخلصه من الاتفاق مع جانتس بالتناوب على رئاسة الوزراء، تتطلب عدم اتخاذ قرارات مصيرية في هذه الفترة، خاصة أنّ غالبية المصوتين من المستوطنين في غلاف غزة صوت لنتنياهو.

حالة التطبيع الجارية مع الدول العربية، تتطلب هي الأخرى عدم الذهاب باتجاه مواجهة، قد تؤدي إلى تشويش هذا المسار، الذي بات يُحقق مكاسب خارجية لـ”إسرائيل” وداخلية تحديداً لنتنياهو.

أمّا فيما يتعلق بالمقاومة الفلسطينية، فيُمكن إجمال موانعها تجاه الحرب بما يلي:

قناعة المقاومة بضرورة المزيد من الاستعداد، وأنّ الحرب في الفترة الحالية ستؤدي إلى تآكل جزءٍ من القوّة التي بنتها دون الوصول إلى الأهداف التي تتطلع المقاومة لتحقيقها، خاصة أنّ رؤية الاحتلال ترى بأنّ مواجهة كل فترة، تُساهم بتثبيت نظرية "جزّ العشب" التي يتبناها.

تؤمل المقاومة النفس، بأنّه من خلال الضغط على الاحتلال بين الفينة والأخرى، ربما يُساهم ذلك في تحسين الأوضاع المعيشية في القطاع، دون الوصول إلى حرب تضاعف من معاناة السكان، وتؤدي إلى المزيد من التدمير، دون الجاهزية التي ستقود لتحقيق تطلعاتها.

الحالة العربية المتآمرة على المقاومة الفلسطينية والمطبعة مع الاحتلال، هي الأخرى تدفع باتجاه التريث قبل قرار المواجهة، حيث لا ظهير عربيًّا يدعم، في الوقت الذي تتلاحق فيه الدول العربية تجاه العلاقات مع الاحتلال.

الحالة الفلسطينية الداخلية المنقسمة على نفسها، تتطلب معالجة الجرح الداخلي، الأمر الذي يجعل اتخاذ القرارات المصيرية ليس سهلا؛ بمعنى أنّ لملمة الحالة الداخلية خطوة ضرورية للذهاب بعيداً في مواجهة الاحتلال.

الواقع الدولي الذي يعيش أزمات داخلية، في ظل أزمة كورونا، ووجود ترامب في البيت الأبيض، وانشغال الساحة الإقليمية بالكثير من المشاكل الداخلية، لا يُعزز الذهاب باتجاه مواجهة مع الاحتلال، قد يغيب فيها المجتمع الدولي والإقليمي عن جرائمه.

هذه الأسباب تجعل من الحرب بعيدة في المرحلة الحالية، وربما تكون سياسة التصعيد المنضبط هي المسيطرة على الحالة، مع بقاء سياسة القطارة التي يستخدمها الاحتلال، في التعامل مع قطاع غزة، هي سيدة الموقف، دون انفراجات حقيقية في الواقع المعيشي والاقتصادي للسكان.