شبكة قدس الإخبارية

"ذبح الحجر".. أكثر من تسعين منشأة هُدمت في القدس منذ بداية العام

image

القدس المحتلة - قدس الإخبارية: منذ بداية شهر آب/ أغسطس الجاري، ونكبات أهل مدينة القدس تتوالى من هدم وتشريد واعتقال وإبعاد، فالاحتلال صعّد من هجمته بغية تحقيق أهدافه في تهجير أهل العاصمة ودفعهم على الرحيل منها.

منذ بداية الشهر الجاري والاحتلال يستهدف العائلات في القدس، ويهدم منشآتهم أو يُجبرهم على هدمها بأنفسهم وسط دموع أبنائها وأطفالها الذين لم يستطيعوا الاستمرار في مشاهدة ما فعلته الآليات الثقيلة بمنازلهم وغرف نومهم وذكرياتهم الجميلة.

بعضهم وضع أريكته التي كان لها سقف يحميه من الحر والبرد، أمام أنقاض منزله، وآخر بنى خيمة بجانب الركام، وأطفال وضعوا أسرّتهم بجانب المنزل المهدوم متمنين أن يكون ما حصل مجرد كابوس وسيصحون منه. 

وفقًا لما تم توثيقه، فقد هدم الاحتلال وأجبر على هدم نحو 14 منشأة سكنية وتجارية وزراعية في مدينة القدس وحدها منذ بداية شهر آب وحتى اليوم (هدم مبانٍ مكونة من عدّة شقق) وذلك في قرى وبلدات؛ سلوان، العيساوية، جبل المكبر، بيت حنينا، والشيخ جراح.

العائلات التي تضررت بفعل الهدم هي؛ الطحان، أبو طاعة، علون، عويسات، أبو صبيح، شقيرات، القاق، عمرو، أبو جمعة، وشيحة، الذين باتوا دون مأوى جراء عمليات الهدم التي طالت منشآتهم، وآخرون بانتظار الهدم في أية لحظة كعائلة عليان في العيساوية.

ومند بداية العام الجاري وحتى اليوم، هدم الاحتلال الإسرائيلي وأجبرت البلدية على هدم نحو 95 منشأة مختلفة داخل مدينة القدس بحسب توثيق مركز معلومات وادي حلوة في سلوان.

الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، قال إن “ذبح الحجر في القدس لم يتوقف للحظة واحدة، بل من بعد مجزرة الحجر بحق بيوت واد الحمص في صورباهر جنوبي المدينة، وهدم 72 شقة فلسطينية في تموز من العام الماضي، تسارعت وتيرة هدم منازل أهل القدس، سواء عبر الهدم الذاتي أو هدم جرافات الاحتلال.

وأضاف أن الاحتلال يستهدف أهل القدس من خلال طردهم وتهجيرهم خارج حدود مدينتهم، معتبرًا بأن الهدم الذاتي إمعان في إذلال أهل المدينة والمس بكرامتهم، وإيصال رسالة لهم بأنه يجب عليهم أن يتوقّفوا عن البناء في القدس، وألّا يفكّروا بذلك لأن هذه “عاصمتهم الأبدية” بحسب مزاعمهم.

وأشار إلى أن وتيرة عمليات الهدم وتوزيع الإخطارات ارتفعت، حيث أن رئيس بلدية الاحتلال السابق نير بركات قال بشكل واضح “إذا أخليتم كرفانات مستوطنة "عمونة"، في المقابل يجب هدم 20000 ألف بيت في القدس بدون ترخيص”.

وأكد أن عجلة الهدم تقوم بترجمة أقوال بركات إلى أفعال، في الوقت الذي لا يوجد فيه أي مشاريع أو خطط أو برامج أو آليات لمواجهة جرائم الاحتلال بحق الحجر الفلسطيني.

وبيّن عبيدات أنه يجب أن يكون هناك إستراتيجية فلسطينية موحّدة لرفض هذه السياسة، إلى جانب وجود موقف واضح من السلطة الفلسطينية برفض عملية الهدم الذاتي برمّتها، ولا بديل عن وحدة وتكاتف الجميع.

من جهته، أكد النائب في المجلس التشريعي أحمد عطون، إن ما يجري في مدينة القدس وما يطالعنا به الاحتلال صباح مساء من زيادة عمليات الهدم لفرض وقائع جديدة هو جريمة تضاف لسجل جرائم الاحتلال، والاحتلال يستغل انشغال العالم ويرى الظروف مناسبة جدًا لفرض تاريخ مزور على مدينة القدس.

واعتبر عطون بأن عمليات الهدم غير المسبوقة، سَعَر احتلالي غير طبيعي بالتوازي مع زيادة ضخ مزيد من المستوطنين في القدس لتغيير الخارطة الديمغرافية في القدس.

وأضاف “الاحتلال يحاول فرض الرواية التلمودية من خلال توسيع اقتحامات المستوطنين وتوفير الحماية لهم وإغلاق المقدسات الإسلامية تحت ذرائع واهية ليرسل برسالة للعالم بأن لا يوجد من ينازعه على السيادة على القدس من خلال نزع الوصاية الدينية والسياسية عن القدس والأقصى المبارك”.

وطالب عطون بضرورة أن تكون هناك وقفة جادة حقيقية عربيًا وإسلاميًا وفلسطينيًا للتصدي لهذه الجريمة، وقال: “ما يجري على الأرض غير مسبوق بحق مقدساتنا، الأمر الذي يزيد من نهم وسعر لفتح شهية الاحتلال لالتهام المزيد وفرض وقائع جديدة”.

وبيّن أن “السلطة الفلسطينية والمملكة الهاشمية تستطيع أن تنقذ ما يمكن إنقاذه وتوقف الاحتلال عند حده في المحافل الدولية وفق الاتفاقيات الموقفة الدولية التي تجرم سلوك الاحتلال”، مشددًا على ضرورة وضع خطة واضحة المعالم من قبل القيادة الفلسطينية للتصدي للاحتلال وفضحه وتجريمه في ظل الجرائم التي ترتكب بحق أهل القدس وممتلكاتهم.

كما طالب بضرورة دعم أهل القدس المتضررين جراء عمليات الهدم لتعزيز صمودهم قائلاً: “المقدسي لا يوجد له معيل غير الله وهو مضطر للخروج للسكن خارج القدس، فهو يمضي عمره لبناء بيته وليس سهلًا أن يقف على قدميه مجددًا بعد هدم منزله”.