الخليل- خاص قُدس الإخبارية: استنكرت شخصيات فلسطينية، الجريمة التي وقعت بمزرعة تابعة لشركة الجنيدي للألبان في الخليل، مطالبة الجهات الأمنية بالوقوف عند مسؤولياتها.
وأقدمت مجموعة مسلحة مكونة من 6 أشخاص بالهجوم على مزرعة "الوفاق" لإنتاج الحليب بخربة قلقس بالخليل، جنوب الضفة المحتلة، وأطلقت عشرات الرصاصات صوب الأبقار، وذلك صبيحة الواحدة والنصف من يوم الجمعة الماضي.
من جهته، قال مدير عام شركة الجنيدي للألبان، مشهور أبو خلف، إن مجموعة من 6 أشخاص مسلحين هاجمت المزرعة، وأسفر الهجوم عن قتل 60 رأسًا من الأبقار، وإصابة 40 آخرين. متابعًا: "نحمد الله لعدم إصابة أحد من العاملين، حيث بقوا محتجزين ومهددين داخل الغرف حتى انتهاء الهجوم".
وفي التفاصيل، أوضح أبو خلف، أن المسلحين أطلقوا نحو "600- ألف" رصاصة، صوب عشرات الأبقار في المزرعة ولمدة 15 دقيقة متواصلة، ثم الانسحاب بعيدًا عن المكان، ويبدو أن سيارة عن بعد كانت بانتظارهم.
واستنكر مدير شركة الجنيدي، الهجوم بشدة، ووصفه بـ"الجبان، ويقوده خفافيش الليل"، قائلًا: "الجنيدي وشركات أخرى أصبحت مستهدفة، وخاضعة لأناس مأجورين، باعوا سلاحهم لأسباب مشبوهة".
وقال إن "الهجوم" يهدف إلى تخويف القطاعات الاقتصادية والقضاء على قطاع تم بناؤه بعشرات السنين، للاستغناء عن المنتجات الأجنبية وخلق اكتفاء ذاتي. متابعًا "الاستهداف لا يقصد به الإضرار بمؤسسة معينة أو بمبلغ مالي، إنما تخويف على قطاعات دعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني".
وحول الدور الأمني، أكد التقدم بشكاوى للأمن، وحدث استجابة سريعة بزيارة المزرعة وبدء التحقيقات، باهتمام من الرئاسة والمؤسسة الأمنية والرسمية، مؤكدًا "هذه رسالة لا يقصد بها البقر، إنما الإنسان والاقتصاد والأمن أيضًا".
وطالب بتكثيف الجهود للكشف عن الجناة وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة ونيل عقوبتهم، جراء العمل الهمجي، مضيفًا: "أصبح هناك فلتان للسلاح، ويجب أن يكون هناك رادع؛ لحماية المواطن والمؤسسات، وتحقيق السلم الأهلي".
متضامنون: استهداف للاقتصاد يستلزم الحساب
من جهته، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة الخليل، عبده ادريس، إن ما تعرضت له شركة الوفاق التابعة للجنيدي، عمل جبان ومدان، بكل الشرائع والمسميات.
وأضاف: "المطلوب تحقيق العدالة والقصاص من الذين تعرضوا للاقتصاد الفلسطيني بهذا العمل البشع، والإسراع بإلقاء القبض عليهم بأسرع وقت ممكن".
ومن جانبه، طالب رئيس ملتقى رجال الأعمال عامر العسيلي، الجميع بتحمل مسؤولياته تجاه هذه الجريمة، وخاصة الأجهزة الأمنية، قائلًا: "نشجب هذا العمل الفظيع وغير الأخلاقي، ونطلب من رئاسة الوزراء والأجهزة الأمنية ومحافظ الخليل تكثيف الجهود وإلقاء القبض على الفاعلين".
وأضاف العسيلي: "نمر بظروف قاهرة وغير عادية سياسيا واقتصاديا وصحيا، ومطلوب من الأجهزة الأمنية اتخاذ قرارات صارمة تجاه الخارجين عن القانون وقسم كبير من أسمائهم معلومة.
المحافظ: الأمن سيكون بالمرصاد
أما محافظ محافظة الخليل جبريل البكري، فأجرى زيارة إلى مقر الشركة وموقع الهجوم، قائلًا: "وجودنا هنا هو رسالة تضامن ووقوف إلى جانبها، ورسالة كذلك بأن كل مكونات العمل الرسمي والأجهزة الأمنية تقف عند مسؤولياتها".
وأضاف البكري في حديثه: "الجنيدي شركة وطنية وهي عنوان للاقتصاد الفلسطيني، والأجهزة الأمنية ستكون بالمرصاد لمن اقترف هذه الجريمة".
ونظم إداريون وعاملون بالقطاع الاقتصادي وقفة استنكارية للهجوم وتضامنية مع الجنيدي تحت شعار "كلنا الجنيدي"، مطالبين الأمن بدورٍ فاعل لكشف حيثيات الجريمة ومرتكبوها وإنزال أشد العقوبة بهم.
يُذكر أن شركة الجنيدي للألبان والمواد الغذائية تأسست عام 1982م في مدينة الخليل، وتسوق منتجاتها في الضفة المحتلة وقطاع غزة وشرقي القدس، وحصلت الجنيدي على العديد من شهادات الجودة العالمية والمحلية وأهمها شهادة الجودة الفلسطينية، وشهادة الجودة العالمية الأيزو.