جنين - خاص قُدس الإخبارية: عند فجر يوم الجمعة، استيقظت "داليا" كي تحضر الحليب لطفلها الرضيع، ولم تكن تعلم أن هذه هي المرة الأخيرة التي ستكون إلى جانب طفليها وعائلتها، بعد أن أصابتها رصاصة من قناصة جيش الاحتلال، الذين اقتحموا حي الجابريات الذي تعيش فيه، بمدينة جنين.
يقول والدها أحمد استيتي "لقُدس الإخبارية": كانت داليا تجهز لطفلها بالحليب، فسمعت ضوضاء في الحي، فطلبت من زوجها أن يغلق معها نوافذ المنزل، كي لا يدخل الغاز المسيل للدموع الذي يطلقه جنود الاحتلال، إلى داخل المنزل، وعندما اقتربت من النافذة أصابتها رصاصة من قناص جيش الاحتلال.
قبل أن تصيب الرصاصة "داليا" كانت قد وضعت نجلها مع "رضعة" الحليب، جانباً، كي تغلق نافذة المنزل، وتحمي طفليها من قنابل الغاز.
وأشار الوالد إلى أن الرصاصة أصابت "داليا" في أعلى الصدر، أسفل الرباط الأيمن، واخترقت البطن والرئتين والكبد، واستقرت في الكلى.
وقال: بعد إصابتها بقيت لمدة ساعة وهي بوعيها، وحدثتنا عن ما حصل معها، وقد نزفت كثيراً وزدها الأطباء بمستشفى جنين، أكثر من 30 وحدة دم، وأجرى لها طبيب مختص ترميم ل90% من الشرايين، لكن الأطباء لم يستطيعوا السيطرة على النزيف، واستشهدت متأثرة بإصابتها.
وأضاف: في طوارئ مستشفى جنين قبل إدخالها إلى غرفة العمليات، كنت أمسك بيدها، وشعرت أنها أصبحت باردة لشدة النزيف الذي أصابها بفعل الرصاصة التي اخترقت جسدها.
داليا أم لطفلين هما: "سراج" و"إياس"، حولهما الاحتلال إلى يتمين وحرمهما من والدتهما، ويقول والدها: أصعب شعور يمر على أي إنسان هو "اليُتم"، ونحن الآن حائرون أمام طفليهما والصدمة والفقد الذي أصابهما.
ووجه استيتي رسالة قال فيها: "أناشد كل قادة الشعب الفلسطيني، أمام هذه الجرائم، أن يتوحدوا ويكفينا انقساماً، فالاحتلال يستغل هذه التفرقة التي نعيشها كي يزيد من انتهاكاته ومجازره بحقنا".