القدس المحتلة - خاص بقدس الإخبارية: خلال الأيام الأخيرة الماضية، دعت جماعات “الهيكل” المزعوم وعبر عدّة وسائل حشد العشرات من مناصريها لاقتحام المسجد الأقصى بشكل جماعي في ذكرى ما يُطلقون عليه “خراب الهيكل”، والذي يُصادف هذا العام يوم عرفة (الخميس 30 تموز/ يوليو الجاري).
تلك الجماعات التي تنشط في اقتحام المسجد الأقصى بشكل يومي، نشرت دعواتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحشد المستوطنين لاقتحام المسجد بشكل جماعي، وإحياء ذكرى “خراب الهيكل”، وأداء صلواتهم التلمودية العلنية في باحاته.
ففي هذا اليوم بالتحديد، تتخذ جماعات “الهيكل” المزعوم من هذه الذكرى عنوانًا سنويًا دائمًا لرفع قدرتها التعبوية لتهويد الأقصى إلى أعلى ذروة ممكنة، ورفع أعداد المُقتحمين لتسجيل أرقام قياسية، مستفيدة من طقوس “التباكي” وما تخلقه من ارتباط عاطفي مع “الهيكل” المزعوم عند المستوطنين.
لكن في الوقت ذاته، فإن الفلسطينيين في القدس والداخل المحتل، دعوا المصلين المسلمين إلى الرباط وشد الرحال للمسجد الأقصى المبارك، وإحياء يوم عرفة وأداء العبادات فيه، إلى جانب الصيام والإفطار في باحات المسجد الأقصى وعند أبوابه لمن أُبعد عنه بأمر من الاحتلال.
النشطاء بدأوا منذ أيام بالتغريد على هاشتاغ #اقتحام_يوم_عرفة ، و #الأقصى_يستغيث في محاولة لحشد أعداد كبيرة من المصلين لصد اقتحامات المستوطنين ومنعهم من تحقيق أهدافهم في أداء صلواتهم العلنية.
مختصون في شؤون القدس والمسجد الأقصى حذّروا من محاولة فرض أداء الطقوس الجماعية العلنية بشكل كامل في باحات الأقصى، خاصة في ظل الإجراءات التي باتت تتّبعها شرطة الاحتلال مع حراس المسجد، في منعهم من الاقتراب من المستوطنين محدّدة ذلك بمسافة معيّنة، إلى جانب إبعاد العديد منهم بسبب رفضهم واحتجاجهم على صلوات المستوطنين خاصة في المنطقة الشرقية.
كما أن شرطة الاحتلال مستمرّة في ملاحقة كلّ من يصوّر المستوطنين خلال اقتحامهم للمسجد يوميًا خلال فترتيْ الاقتحامات الصباحية والمسائية والتي تستمر لأربع ساعات ونصف، وتدنيسهم وعربدتهم فيه. ناهيك عن استهداف روّاد المسجد والمرابطين في مصلّى “باب الرحمة” الذي ما زالت عيون سلطات الاحتلال والمستوطنين تدور حوله.
فمصلّى باب الرحمة الذي فُتح في الثاني والعشرين من شهر شباط/ فبراير من العام الماضي 2019 بعد إغلاق دام 16 عامًا، ما زالت شرطة الاحتلال تُحاول إغلاقه من جديد عبر قرارات المحاكم الإسرائيلية التي لا تُعِرها دائرة الأوقاف الإسلامية أي اهتمام، وما زالت أطماع المستوطنين تدور حوله لتحويله لـ”كنيس”.
في الأيام الأخيرة، وعبر مقاطع فيديو نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر المتطرّف الحاخام يهودا غليك وهو يؤدي طقوسه وصلواته التلمودية بصوت مرتفع، وكذلك الحاخام المتطرف بروير اليعازر الذي أدى صلاته وهو جالس في الساحة الشرقية للأقصى مقابل قبة الصخرة، وقلده أحد أتباعه من المستوطنين، والمتطرف أور نحميا قرأ التوراة من هاتفه المحمول على درجات الطريق المؤدي للبائكة الشرقية وهو يتباكى، كل ذلك تحت حماية شرطة الاحتلال.
أهداف المستوطنين باتت جليّة، صلوات وطقوس توراتية بشكل جماعي وعلني ودون تدخّل من قبل أي طرف، واليوم العصيب هو يوم عرفة. خطيب المسجد الأقصى، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري دعا لشد الرحال للمسجد الأقصى، وأداء الصلاة فيه، وصد اقتحامات المستوطنين ودعواتهم التي يُقصد منها انتهاك حُرمة المسجد، والتضييق على المسلمين.
وقال إنهم يحتفلون بـ”خراب الهيكل” وهم لا يعرفون أين كان بالأصل، لافتًا إلى أنها مجرد خرافات وخزعبلات وتزوير للتاريخ، محمّلا سلطات الاحتلال مسؤولية أي أحداث حاصلة في يوم عرفة، كونها مُلزمة بالحفاظ على النظام داخل المسجد.