شبكة قدس الإخبارية

محمد لافي.. موعد الشهادة والصديق الوفي

أحمد العاروري

القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: "أُخرج من بيتك وكأنك على موعد مع الشهادة فإنهم زرعوا الموت في كل مكان".. كانت هذه آخر العبارات التي كتبها الشهيد محمد لافي، من بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة، على صفحته في "الفيسبوك"، قبل أن يرتقي برصاص جيش الاحتلال، خلال مواجهات في بلدته التي هبت نصرةً للمسجد الأقصى.

قبل يوم واحد فقط من استشهاد محمد، كان قد شارك في حفل لتكريم الناجحين في امتحانات الثانوية العامة، نظمه نادي أبو ديس.

"قبل التكريم توجه محمد إلى الحلاق واشترى ملابس جديدة، استعداداً للاحتفال، ولكن كأنه يستعد لتكريم أكبر من الثانوية العامة، وهي الشهادة"، تقول عائلته.

يروي والده "لقُدس الإخبارية"، أن محمد حصل على معدل 86% في امتحانات الثانوية العامة، وكان تقدم بطلب تسجيل في الكلية العسكرية، وبعد ساعات من استشهاده اتصلت الكلية بالعائلة وأخبرتها بقبول طلبه.

وعن اللحظات التي سبقت شهادته، يقول لافي: كانت مدينة القدس المحتلة، تشهد في تلك الأيام، "هبة البوابات"، رفضاً للبوابات الإلكترونية التي حاول الاحتلال فرضها على مداخل المسجد الأقصى، وكان هناك دعوات في أبو ديس، لمسيرة بعد صلاة الجمعة، نصرة للأقصى.

ويضيف: محمد شارك في المسيرة ثم في المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال، وأصابته رصاصة بصدره، ونقلناه إلى رام الله، قبل أن يرتقي شهيداً، مع شابين آخرين ارتقيا يومها في القدس دفاعاً عن المسجد الأقصى.

يتذكر والد محمد، كيف كان دائماً ما يردد أمام العائلة، عندما كانت تطالبه ببذل جهد أكبر في الدراسة: "أنا ببحث عن الشهادة مش عن شهادة مدرسية".

ورغم ذلك حصل محمد على معدل عال في الثانوية العامة، وكان يخطط لإكمال دراسته في الجامعة، قبل أن يخطفه رصاص جيش الاحتلال، من حب والديه وحنان العائلة.

"في المعركة عندما تصبح جاهزاً للموت، اعلم أنك قوة لا يمكن كسرها"، هذا ما كتبه محمد على "الفيسبوك"، قبل أيام فقط من الشهادة، وفي المواجهات التي شهدت استشهاده، كان يتقدم الصفوف ويواجه جنود الاحتلال بكل شجاعة وجرأة، كما تؤكد العائلة.

وفي منشورات أخرى، كان قد كتب "علموا أولادكم أن المشي جنب الحيط ذل وليس أمان، وعلموهم أن من علمني حرفاً صرت له محباً وليس عبداً، فلسنا عبيداً إلا لمن خلقنا".

تروي العائلة، أن محمد تأثر بكثير من الشهداء الذين سبقوه، بينهم الشهيد "أحمد سناكرة" من مخيم بلاطة، وفي زيارة له إلى المخيم، طلب من أصدقائه أن يزور قبر أحمد ويقرأ له الفاتحة.

بعد استشهاد محمد، بيوم واحدٍ فقط، استشهد صديقة يوسف كاشور، بعد أن ظهر في الجنازة باكياً، ليرتقى بعده بساعات "كأن قلبه لم يحتمل غياب الصديق الأقرب لقلبه".

يقول والد محمد عن نجله الذي أصبح شهيداً ورمزاً في بلدته ووطنه: "كان محباً للجميع، يسارع ويتطوع لخدمة الناس، وقد لمست صداقاته الواسعة بعد استشهاده".

 

الصورة

 

الصورة

 

الصورة