غزة- خاص قدس الإخبارية: "يمنع على أي صحفي ومراسل الظهور عبر قناتي العربية والحدث، وتُعاقب أي جهة تقدم خدمات إعلامية لهما"، هذا ما جاء في تعميم وزارة الداخلية والأمن بغزة، وتداولته منصات ووسائل إعلامية، منها العربية نفسها.
وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني أصدرت تعميمًا بمنع أي لقاءات أو ظهور صحفيين على شاشتي العربية والحدث، وأبلغت القناتين بقرارها الذي يشمل أيضًا منع أي شخص أو شركة من تقديم أي خدمات لهما، مشيرة إلى القرار جاء بعد نشر القناتان خبرًا عن اعتقال خلية من عناصر حركة حماس، بتهمة التعاون مع "إسرائيل"، وهروب أحدهم.
وشنت قناة العربية حملة إعلامية هاجمت فيها حركة حماس، زاعمة اكتشاف تعاون عدد من عناصرها وقادتها مع الاحتلال، ناسبة ذلك إلى الداخلية، و"مصادر" لم تسمها.
وفي 12 تموز/يوليو، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا حول تصريحات العربية، قالت فيه: "قناة العربية تنشر أخبار مفبركة، حول اعتقال عدة أشخاص ينتمون للمقاومة بتهمة التخابر مع الاحتلال"، مضيفة: "القناة تمارس التضليل، وتعمل على ترويج الشائعات والأكاذيب، ونحذر من نشر وترويج الشائعات التي تبثها العربية، وتدعو لتحري الدقة ونقل الأخبار عن مصادرها الرسمية".
وجدير بالذكر، أن الداخلية بغزة، كانت أصدرت بنفسها في الثالث من تموز/يوليو الحالي، خبرًا عبر موقعها الرسمي، يفيد بتمكن الأجهزة الأمنية من اكتشاف خلية مُوجّهة من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال قيامها بعمل تخريبي ضد عناصر المقاومة.
وأوضحت الداخلية، أن الأجهزة الأمنية اكتشفت تحركاتٍ مشبوهة لعدد من الأشخاص خلال الأيام الماضية، وباشرت تحقيقاتٍ مكثفة، وعمليات تعقب لهؤلاء الأشخاص، أفضت إلى اعتقالهم بعد عملية أمنية استمرت عدة أيام، ومصادرة معدّات تقنية استخدموها في تنفيذ مهام داخل قطاع غزة. كما تمت مصادرة مبالغ مالية تلقاها عناصر الخلية مكافأةً من الاحتلال.
ووفقًا لبيان الداخلية في 3 تموز، فإنّ المعتقلين كانوا بصدد تنفيذ أعمال تخريبية أخرى ضد عناصر المقاومة خلال الأيام المقبلة، بمتابعة مباشرة من ضباط مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية تواصل التحقيقات مع المعتقلين.
أول تعقيب من قيادي بحماس
من جهته، قال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، إن الحركة ألقت القبض فعلًا على بعض العناصر بتهمة العمالة مع الاحتلال، وهرب أحدهم باتجاه الاحتلال،لكنه نفى في المقابل ما نشرته العربية والحدث حول الخبر.
وأكد خلال تصريحات متلفزة عبر شاشة "الميادين"، بأن المعتقلين بتهمة التخابر مؤخرًا، عبارة عن أفراد لا تربطهم علاقات ببعضهم، كما أنهم ليسوا قيادات ولا ينتمون لحركة حماس ولا للقسام، مؤكدًا: "الأفراد المعتقلين ليسوا كما يروج الإعلام بالمطلق".
وتابع بقوله: "لا داعي لقناة العربية أن تتحول لوسائل إعلام عبرية، حتى لا ينصرف عنها المستمع العربي، وندعو وسائل الإعلام العربية لتحري الدقة والموضوعية".
نقابة الصحفيين تعقّب
من جانبها، استنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، بشده قرار الأمن الداخلي بغزة، حول منع قناتي العربية والحدث من ظهور أي مراسل أو صحفي أو أي ضيف من قطاع غزة للعربية أو الحدث بدءًا من ظهر الأربعاء 15 تموز، كما يشمل القرار منع أي شخص أو شركة من تقديم أي خدمات للقناتين.
وقالت النقابة في بيان لها، "نطالب كافة القوى والفصائل والمؤسسات ومؤسسات حقوق الإنسان التي تعرف مدى خطورة وتدهور وضع الحريات الصحفية بشكلٍ خطير في قطاع غزة، أن تأخذ دورها الحقيقي لكشف كافة تفاصيل المجزرة الحقيقية ضد الحريات".
ووفقًا للبيان، فقد طالبت النقابة بفضح ما أسمته "الممارسات المنافية لحقوق الإنسان ولمبادىء حرية الرأي والتعبير وحرية العمل الصحفي التي نص عليها القانون الأساسي والقوانين الدولية"، واتخاذ إجراءات جدية وعاجلة لوقف "التدهور الخطير".
وأشارت النقابة إلى تواصها مع كل مؤسسات حقوقية وقوى وفصائل وحتى مع مسؤولين من حماس"، مضيفة: "بات واضحًا أن سياستها هي تكميم الأفواه ومنع الحريات بشكل قاطع دون حساب لأي أحد"، مجددة مطالبها بسرعة التدخل.
يُذكر أن مكتب قناة العربية في قطاع غزة، مغلق منذ سنوات، وتحديدًا منذ 2013، فيما يعني التعميم الجديد، منع تقديم خدمات إعلامية لها عبر عاملين أو صحفيين، إضافة إلى وقف التعاون معها والظهور على شاشتها، وهو ما ينطبق على قناة الحدث أيضًا.