1. في 12 آب 1949 قتلت فرقة جنود صهاينة بدوياً فلسطينياً عند نقطة «نيريم» العسكرية في النقب، وخطفت طفلة بدوية كانت معه (عمرها قرابة 12 عاماً)، قصوا شعرها، غسلوها بالكاز، ثم بالماء، عاريةً، وألبسوها زي مجنَّد، وفي الليل، احتفلوا وصوَّتوا على مصيرها، فيما ستكون للمطبخ أم للمتعة… وبعد الإجماع على أنها "דפיקה/ fuckable"، تناوبوا على اغتصابها، بمن فيهم قائد الفصيل. وفي اليوم التالي 13 آب 1949، أطلقوا عليها النار، واستردَّ المجنَّد ثيابه، ودفنوها، ثم خشي القاتل أن تكون على قيد الحياة، فانتشلوها من الرمل، وقتلوها ثانية، ودفنوها في قبر من رمل.
2. للتغطية على الجريمة، أمر قائدُ الفصيل العريفَ المغتصب الأول والقاتل بكتابته تقرير للقيادة (على لسان الضابط!) حين انفضح الأمر، جاء فيه:
«نقطة نيريم العسكرية
إلى: مساعد القائد
من: قائد نقطة نيريم العسكرية
الموضوع: تقرير حول الرهينة
خلال دوريتي في 12 آب 1949 واجهت عرباً في المنطقة الواقعة تحت مسؤوليتي، وكان أحدهم مسلحاً. قتلتُ العربي المسلح على المحل وأخذت سلاحه. أخذت الفتاة العربية رهينة. في الليلة الأولى اغتصبها الجنود، وفي اليوم التالي رأيت من المناسب تمريرها من العالم מצאתי לנכון להעבירה מהעולם».
التوقيع. الملازم، موشيه.
3. بين 15 تشرين الثاني 1950 و 5 أيار 1951 حكمت المحكمة على الجنود الـ 18 بالسجن 30 شهراً، وبرَّأت قائد الفصيل من الاغتصاب رغم وفرة الدلائل، وأدانته بالقتل، وحكمته 15 عاماً، تم الاستئناف عليها. وعلَّق بن غوريون على الجريمة: «اتخذ القرار، وتم تنفيذه: غسلوها، قصوا شعرها، اغتصبوها، وقتلوها» في مذكراته العبرية، ثم حذف التعليق من مذكراته الإنجليزية.
4. في 29 تشرين الأول 2003، كشف الصحافيان الإسرائيليان آفيف لافي وموشيه غورالي عن الجريمة، بمقال، بعنوان: «رأيت من المناسب إزالتها من العالم». الشهود في القصة بأسماء مستعارة، باستثناء قائد الكتيبة الرائد يهودا ديكسلر. ورغم الكشف الذي يبدو "أخلاقياً"، مارس الصحافيان كل ما يملكان من لا أخلاقية في تفهُّم روايات الجناة-الشهود: بأنهم وصلوا للتو إلى البلاد (مرتزقة)؛ وأنهم لم يتلقَّوا التدريب المناسب على أخلاقيات الجيش "الأكثر أخلاقية في العالم"؛ وأنهم كانوا غاضبين لتعرُّض كيبوتس نيريم والنقطة العسكرية لهجمات الفلسطينيين والمصريين؛ وأنه لم يكن لديهم في الجيب ما يكفي من البنزين لإعادة الطفلة إلى أهلها… وباختصار: Shit happens!
5. في آب صيف 2017، صدرت رواية عدنية شبلي «تفصيل ثانوي» عن دار الآداب في بيروت، وترجمت إلى الإنجليزية في أيار 2020، لتدق جدران أرواحنا عبر فتح الجرح من جديد، ولم يقرأها معظم العرب والفلسطينيين.
وفي تموز 2020، نشر صهيوني فاشي (رفقة زوجته) فيديو (في التعليق الأول) يسأل فيه أبناءه «من يريد إطعام بدوي»؟ وفي تموز 2020 لم تصل القيادة الفلسطينية بعد، ولا «لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي»، ولا قيادة «القائمة العربية المشتركة»، إلى أن عنصرية النظام الصهيوني وعنصرية أفراده تتساقيان… وأن الفلسطينيين، على كل حاجز و"معبر" وعلى امتداد البلاد، يعاملون معاملة الطفلين البدويين. في"كيبوتس نيريم"، نصب إسمنتي مكتوب عليه بالعبرية الفصحى: «ليس المدفع من سينتصر، إنما الإنسان»... وقد آن للفلسطينيين أن يفهموا العكس.