سلفيت - خاص قدُس الإخبارية: حين اغتال الاحتلال الشهيد محمد بلاسمة، كانت ابنته عرين طفلة لم تبلغ (3 سنوات) من عمرها، وكل ما تملكه في ذاكرتها عنه هو القصص التي يرويها لها الناس عن بطولاته.
حققت عرين اليوم تفوقاً في امتحانات الثانوية العامة، بمعدل 96.7 في الفرع العلمي، لكن الفرحة "تبقى منقوصة"، كما تؤكد كل عائلات الأسرى والشهداء، عند كل عرس أو نجاح أو فرحة، تزورهم في سنين الحزن والغياب.
استشهد محمد بلاسمة بعد رحلة مطاردة، وسجل من العمليات ضد المستوطنين وجيش الاحتلال، عقب محاصرته مع رفاق له، في واد الشاعر قرب مدينة سلفيت.
استخدم جيش الاحتلال في عملية اغتيال الشهيد بلاسمة، قوات خاصة وطائرات مروحية، ليرحل تاركاً خلفه زوجته وأطفاله.
"عندما استشهد محمد كانت عرين طفلة، حرمها الاحتلال من حنانه، ولم تحظى بحقها كباقي الأطفال في العيش في ظله، يرافقها إلى الروضة والمدرسة، أو أن يحضر نجاحها وكل مناسبات حياتها"، تقول زوجة بلاسمة "لقُدس الإخبارية".
وتضيف: "عرين تعرفت على والدها من صوره الموزعة في المنزل، ومن مقاطع الفيديو القليلة التي بقيت له، ومن أحاديثنا عنه".
تطمح عرين لدراسة الطب، وهو التخصص الذي أحبته منذ صغرها، وتعبت كثيراً في الدراسة كي تحقق المعدل الذي يسمح لها بدراسته.
تقول والدتها ومسحة من الأمل والرجاء تعلو حديثها: "الحمد لله كثيراً أن أعانني على كل الصعوبات، التي واجهتها منذ استشهاد محمد، وأن أصل بأبنائي إلى هذه المرحلة من النجاح والتفوق".
وتضيف: "عرين بذلك مجهوداً كبيراً خلال العام الدراسي، كي تصل إلى هذه النتيجة، التي أدخلت الفرحة إلى قلوبنا جميعاً".
أهدت عرين تفوقها لوالدها الشهيد محمد بلاسمة، "الذي قدم روحه فداءً للوطن ولكل الشهداء الذين رافقوا والدها في رحلة التضحية والمقاومة".
يزدحم منزل الشهيد بلاسمة، منذ صباح اليوم، بالمهنئين بتفوق ابنته عرين، وإن كان الاحتلال قد سرق محمد من عائلته وحاول زرع الغصة في قلوبهم، إلا أن إرادة الحياة تبقي الشهداء أحياء ويعودون عند كل مناسبة وحدث، كما تؤكد عائلاتهم.